IMLebanon

خليل: مبادرة عون كناية عن تسوية لم يتلقف الفرقاء جوهرها

yousseph-khalil

 

رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب يوسف خليل انه واهم من يعتقد أن أزمة الرئاسة في لبنان قد تنتهي دون تسوية محلية تعيد قطار المؤسسات الى سكته الصحيحة، خصوصا أن الواقع اللبناني ذهب بعيدا في تداخله مع أزمات المنطقة، ما زاد من عمودية الانقسامات السياسية وانعكاسها سلبا على الاستحقاق الرئاسي، معتبرا أن العماد تلقف مخاطر هذا الواقع الأليم، فبادر الى اقتراح حصر التنافس بينه وبين د.جعجع كتسوية تُخرج الأزمة الرئاسية من الحلقة المفرغة وتفتح نافذة على مرحلة جديدة قوامها تحصين الساحة السياسية وحماية لبنان.

ولفت خليل في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكوييتية الى أن مبادرة العماد عون، مجرد اقتراح ما كان يستدعي هذا الكم من ردود الفعل غير المبررة، اذا كان أجدى بالمعترضين عليها اقتراح ما يرونه من تعديلات مفيدة بدلا من لجوئهم الى الصخب الاعلامي، خصوصا أنهم يدركون تماما أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان كان ومازال منذ الاستقلال حتى اليوم موضع تجاذبات محلية وإقليمية ودولية باستثناء انتخابات العام 1970 التي فاز بها الرئيس سليمان فرنجية بفارق صوت واحد على منافسه الرئيس الياس سركيس، معتبرا بالتالي أن الآخرين لم يتلقفوا جوهر المبادرة التي أراد بها العماد عون رمي الكرة في ملعب اللبنانيين عبر اختصار المسافات وحصر المنافسة بين الرجال الأكثر شعبية على الساحة المسيحية.

وردا على سؤال حول دعوة الرئيس بري الموارنة الى الاتفاق على اسم الرئيس العتيد ليصار الى انتخابه في غضون 36 ساعة، أكد النائب خليل أن الامور المحلية والاقليمية والدولية مجتمعة، تحول دون توافق اللبنانيين عموما والموارنة خصوصا وتعطل بالتالي الاستحقاق الرئاسي، لذلك يعتبر خليل ان حصر التوافق على الرئيس بالموارنة دون سواهم من اللبنانيين ليس بالضرورة أن يكون هو الحل، خصوصا بعد أن بلغ الاستحقاق الرئاسي مرحلة شد حبال بين القوى الاقليمية والدولية نتيجة خروجه من الملعب اللبناني، وهو ما أراد العماد عون وقفه من خلال مبادراته موضوع البحث والتعليق.

وبناء على فشل مبادرة العماد عون كما غيرها من المبادرات، لفت النائب خليل الى أن الانتخابات الرئاسية ستبقى تراوح مكانها دون حلول الى حين حصول أمر من اثنين: إما أن يبادر اللبنانيين الى لبننة الاستحقاق سواء من خلال مبادرة العماد عون أو من خلال إيلاء الشعب مباشرة حق انتخاب الرئيس، وإما حصول تقاطع مصالح إقليمية ودولية مشتركة ترتد إيجابا على الداخل اللبناني وتنتج رئيسا للجمهورية، بمعنى آخر لا يرى خليل رئيسا على المدى المنظور في ظل الستاتيكو السياسي القائم على الساحة السياسية.

على صعيد مختلف واستفسارا منه عن دعوة العماد عون اللبنانيين الى التكامل الوجودي مع حزب الله، لفت النائب خليل الى أن المقصود في كلام العماد عون ليس حزب الله كحزب سياسي لبناني، إنما كمقاومة معنية بالدفاع عن لبنان لتثبيت وجوده ككيان حر مستقل قائم على توازن الرعب مع العدو الاسرائيلي، مستدركا بالقول ان كل شعوب العالم تتوحد وجوديا مع المقاومات من منطلق مساندتها ودعمها للوصول الى تحقيق أهدافها الوطنية، وما يقال عن قيام دويلات داخل الدويلات ما هو إلا كلام مسيس يندرج في إطار الصراع السياسي القائم في لبنان والمنطقة.