أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن هناك رغبة دولية وإقليمية قائمة على الحفاظ على لبنان بوضعه الأمني المعقول ووضعه الاقتصادي الذي هو بطبيعة الحال ليس جيدا، مضيفًا: “لكننا عندما نقارن مدى تدهور العملة السورية بالوضع الاقتصادي في لبنان نجد أن الوضع جيد، ومن يقارن لبنان مع خارج جغرافيته سيجد فيه ما لا يقال عن مساوئ”.
واذ أعلن أن هناك مليونًا و200 الف نازح سوري في لبنان، وأن 35% من سكان لبنان الآن من النازحين السوريين، أكد المشنوق في حديث لـ”العربية” “ان الوضع منضبط وممسوك وجيد جدا جدا مقارنة بمحيطه، والا ان لبنان لم يعد بإستطاعة أن يتحمل اكثر مما تحمل حتى الان”، مذكرًا بأن “العلاقات التارخية بين البلدين والشعبين معروفة، وكذلك افضال الشعب السوري علينا في الازمات الصعبة، واخرها الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 2006 ، لكن المثل اللبناني يقول “بحبك يا اسوارتي بس قد زندي.. لاء”.
وتطرق المشنوق إلى التمديد لمجلس النواب، فقال: “انا اول من نادى به، لان لبنان بحاجة أن تكون مؤسساته مضمونة وموجودة في ظل متغيرات كبيرة آتية الى المنطقة، اذ توجد تطورات وتغييرات كبرى تحدث في المنطقة، سواء تأجيل المحادثات النووية الاميركية الايرانية الى حزيران المقبل، الوضع في العراق”.
واذ شدد على “ضرورة الابقاء على المؤسسات الموجودة على ما هي عليه في لبنان الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا في المنطقة، اذ لا يمكن للبنان ان لا يكون متأثرا بالحد المعقول من جغرافيته، لفت المشنوق الى ان الرئيس سعد الحريري سيخرج بعد 48 ساعة على الهواء ليؤكد على الحوار وقواعده وثوابته، وان السيد حسن نصر الله تكلم قبل فترة عن الحوار، معتبرًا أن هذا لا يعني اتفاقاً بل قدرة على ادارة النزاع وضبطه، وهذه مسألة حياتية.
وتابع: “في السياسة ليس هناك أسود أو أبيض، فدوما هناك مجال لفرصة وهدنة وربط نزاع، واول معالم هذا الامر تشكيل حكومة، واذا بدأ الحوار فهذا سيزيد قدرة لبنان لمواجهة المرحلة المقبلة على المنطقة والتي تزداد صعوبة”.
ولاحظ ان “هناك رغبة عند جميع اللبنانيين باكتمال النصاب الدستوري، وهذا الامر لا يتحقق بغياب رئيس الجمهورية، وقد يكون بإمكاننا خلال اشهر ان نصل الى نوع من الاتفاقات الاقليمية التي يمكن ان تسمح بانتخاب رئيس، خصوصاً ان انتخاب رئيس جمهورية في لبنان ليس قرارا لبنانيا”.
وإذ جزم بأن “رئيس الجمهورية اللبنانية هو الوحيد المسيحي في العالم العربي وهو عنصر مطمئن للمسيحيين ، ويجب ان يكون موجودا”، ذكّر بأن “الرئيس الحريري اعلن عشرات المرات مدى اهمية وجود رئيس الجمهورية، خصوصاً انه المسيحي العربي الوحيد”.
ولفت إلى أن “الحوار ليس امرا شعبيا، نقاط الخلاف ذاتها لن تتغير غدا، فالدور العسكري في سوريا ومسألة السلاح في لبنان امران لن يتغيرا، ولكن وكما تشكلت الحكومة ، يمكن الاتفاق على استمرار الهدنة، واستمرار ربط النزاع، ومحاولة التفاهم على المرحلة المقبلة في لبنان”.
وأشار الى أن “لبنان قد يكون رئة للتنفس السوري لكن ليس هذا السبب الرئيسي للحفاظ على لبنان بمعنى الهدنة او ربط النزاع وعدم السماح بالانفجار”.