Site icon IMLebanon

لبنان يُوافق على عرض الخاطفين 5+50

أكدت مصادر واكبت المفاوضات بين “حزب الله” و”الجيش السوري الحر” ان سر نجاحها يعود الى سياسة الكتمان التي اعتمدها الحزب منذ اليوم الاول للاعلان عن وقوع عياد في الأسر وعرض الخاطفين التفاوض لمبادلته. وأضافت ان الحزب قدّر موقف والد الاسير عندما ردّ على الخاطفين بأنه يعتبر ابنه شهيداً، وان الحزب أراد ان يظهر لمن يعنيه الامر ان التفاوض ممكن ان يصل الى نتائج ايجابية استناداً الى ما سماه السيد حسن نصرالله “أوراق القوة وان يكون التفاوض من موقع القوة”. وختم الحزب بيانه أمس بتمني إطلاق سائر المخطوفين ليكون حافزاً للحكومة لاعتماد هذا الاسلوب في قضية العسكريين وليس الخضوع للابتزاز الذي تمارسه الجماعات الخاطفة.
وفي ملف العسكريين،

أعرب اهالي العسكريين المخطوفين الذين ألتقوا الثلثاء الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير عن اطمئنانهم الى سير التفاوض. وتحدثوا عن معلومات غير رسمية عن ايجابيات من سوريا واستعدادها للتعاون في حل القضية نقلها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم.
من جهة أخرى، تعود خلية الأزمة الى الاجتماع في السرايا الرابعة عصر اليوم لمتابعة البحث في ملف العسكريين الـ26 المخطوفين (17 منهم لدى “جبهة النصرة”، و9 لدى “داعش”). وذكرت “النهار” أن الدولة اللبنانية وافقت على عرض الخاطفين الافراج عن خمسة من سجن رومية و50 في سوريا في مقابل كل عسكري لبناني، وهي لا تزال تنتظر اللوائح من الجهات الخاطفة التي لم ترسلها بعد.
واشارت “النهار” الى أن خلية الازمة برئاسة رئيس الوزراء تمّام سلام ستستمع الى عرض من اللواء عباس ابرهيم بعد عودته من دمشق بمعطيات ايجابية تتصل بموقف النظام السوري من اطلاق افراد تابعين لـ “النصرة” و”داعش” للمساهمة في الافراج عن العسكريين اللبنانيين.
وفيما يتابع كل من الوزراء أعضاء الخلية اتصالاته في هذا الاطار، فهم ان المفاوض القطري ليس حالياً في لبنان، وهو يتابع من الخارج عملية التفاوض وينتظر اجابة الجهات المسلحة عن اللوائح لينقلها الى الدولة اللبنانية.

وهذا الموضوع كما ذكرت “النهار” سيحضر على طاولة مجلس الوزراء غداً إنطلاقاً من التطور الجديد. ورأت مصادر وزارية أن ما جرى بين الحزب والجبهة هو مفاوضات بين تنظيمين، الامر الذي لا ينطبق على الدولة اللبنانية التي لا تستطيع أن تفاوض تنظيماً إرهابياً. ولفتت الى انها ليست المرة الاولى التي يفاوض فيها “حزب الله”، إذ سبق له ان فاوض عدواً هو إسرائيل، وقد نجح الآن كما نجح في المرة السابقة. ولفتت الى ان الرسالة في ما جرى هي ان “النصرة” و”داعش” تريدان ان تقولا للحكومة اللبنانية “فاوضيني مباشرة بدل الوساطة لتحصلي على ما حصل عليه “حزب الله”. وفي السياق ذاته، قال وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار”: “ما دام “حزب الله” نجح في إطلاق أسيره، فلنكلّفه التفاوض مع “النصرة” للافراج عن العسكريين”.
في هذا الوقت، افادت المعلومات المتصلة بالمفاوضات لإطلاق العسكريين ان الوساطة القطرية لا تزال مستمرة، ومن معطياتها الجديدة تأكيد إضافي لعدم المس بالعسكريين المخطوفين وسط شعور بأن الجهات الخاطفة صارت تجد في الملف عبئاً عليها بعدما انتهت مرحلة استخدام الملف ورقة ضغط قبل حلول الشتاء الذي حلّ ولم يحصل شيء.