إفتتحَ اتحاد غرف التجارة والصناعة للبحر الأبيض المتوسط (أسكامي) صباح أمس في قصر المؤتمرات التابع لغرفة برشلونة، الدورة الثامنة لمتلقى القادة الاقتصاديين المتوسطيين برائسة رئيس “أسكامي” محمد شقير، وبمشاركة وفود من دول المتوسط، ووفد كبير من لبنان ضمَّ وزير السياحة ميشال فرعون، رئيس اتحاد رجال اعمال المتوسط جاك الصراف، رئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، مدير عام معهد البحوث الصناعية بسام الفرن، رئيس معرض رشيد كرامي الدولي حسام قبيطر، رئيس الغرفة الفرنسية اللبنانية نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان غابي تامر، نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان نبيل فهد، ورؤساء نقابات اقتصادية ورجال اعمال.
شقير
إفتتحَ الملتقى بكلمة للرئيس شقير الذي قالَ إنَّ “تطور الشركات على مستوى المتوسط لا يمكن أن يأخذَ هذا البعد الكبير من دون خلق التكامل بين دول المتوسط وربما أكثر”، وشدّد على ضرورة تدخل الدول الاوروبية لرفع مستوى بلاد جنوب المتوسط، لأنَّ ذلك ضرورة اقتصادية واجتماعية وامنية لكلّ المنطقة.
وأضافَ: “ان التقدم الذي أحرزته العملة الاوروبية المشتركة يجب ألّا يهدد، بل يجب أن يتوسّع الى دول المنطقة كافة”.
وبعدما عرض شقير التطورات الإقتصادية العاملية التي حصلت منذ الحرب العالمية الثانية وصولاً الى الازمة الاقتصادية والمالية الاخيرة، قال: “تبين لنا انه لا يوجد نظام اقتصادي مثالي ولكن ظروف متفاوتة يجب ان نواجهها بأهداف واضحة وفعالة”.
وأكد شقير: ” هاجسنا الأساسي في المتوسط حالياً هو البطالة وضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة لمواجهتها، كما أنَّ اعادة الاعمار ورفع مستوى بلاد الجنوب ضرورة لا محال منها بالنسبة إلى أمن المنطقة باجمعها، كذلك فان النمو الشامل لا يتحمل التأخير”.
فالس
وألقى رئيس غرفة برشلونة مايكل فالس كلمة شدّد فيها على ضرورة التعاون والتكامل بين القطاع الخاص في منطقة المتوسط، الذي يشكل الحجر الاساس في دفع عمليات التعاون الإقتصادي بين دول منطقة المتوسط.
واشارَ الى تحديات كبيرة تواجهها دول المتوسط على اختلافها، والمطلوب وضع رؤية اقتصادية مشاركة لتحقيق النمو المستدام في المتوسط الذي يشكل منطقة اقتصادية بالغة الاهمية”.
فلورنسا
ثم القى الرئيس التنفيذي للمعهد الاوروبي للمتوسط سينان فلورنسا كلمةً قال فيها: “نلتقي اليوم من اجل وضع رؤية للتعاون بين جمعيات ارباب العمل لتحقيق النمو وامتصاص البطالة”، مشدداً على “ضرورة توطيد الاعمال بين شمال المتوسط وجنوبه، كما ان هناك ضرورة لوضع رؤية موحدة لمستقبل المتوسط”.
كورتيزيه
ثم تحدث نائب الامين العام للاتحاد من اجل المتوسط كلودية كوتيزيه الذي اشار الى القوة الاقتصادية الكبيرة التي تمتلكها دول منطقة المتوسط لتحقيق التمنية ومستقبل افضل لابنائها، مشدداً على ضرورة العمل على حل مشكلة البطالة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل نسبة 75 في المئة من المؤسسات في المتوسط.
عربيد
ونوّه عربيد بأهميّة منطقة المتوسط على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية، مشيراً في هذا الاطار الى الدور الكبير الذي تلعبه العلامات التجارية والامتيازات كقاعدة للتطور الاقتصادي “.
ولفت عربيد الى أهمية انشاء اتحاد جمعيات تراخيص الامتياز المتوسطي للدور الذي يمكن ان يلعبه على مستوى تنمية العلاقات الاقتصادية وتحقيق النمو وامتصاص البطالة”.
وتناول نشاط تراخيص الامتياز في لبنان مشيراً الى انها تشغل نحو 100 الف شخص ولديها أكثر من 5500 نقطة بيع، وهي تشكل قاعدة اساسية لدعم البيع، ويمكن الاعتماد عليها في المتوسط للتصدي لللازمات الاقتصادية.
الصراف
وتحدث الصراف، فعرض تجربة اتحاد رجال اعمال المتوسط والتعاون الذي يقيمه مع المؤسسات المتوسطية المماثلة لتحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل للشباب”.
وقال “يجب علينا العمل لمواجهة تحديات العولمة، علينا العمل لحل مشاكل البطالة، وإذا لم تحل هذه المشكلة فانه لن يكون هناك نموا اقتصاديا”.
واضاف: “يجب علينا وضع خارطة طريق في اطار من المشاركة والتعاون ومساعدة الدول الاوروبية لحل مشكلات دول الجنوب والشرق الاوسط من اجل توطيد السلام والاستقرار لا سيما في لبنان وسوريا والعراق”، مركزا على على ان تعمل اوروبا بجدية لحل أزمة العراق”.
ميهوك
رئيس الاتحاد العالمي لغرف التجارة بيتر ميهوك اشار الى تغييرات اقتصادية جوهرية حصلت على المستوى العالمي، ويجب علينا ان نعمل لتكون هذه التغييرات ايجابية ومفيدة للاقتصاد العالمي”.
وقال “نحن نعمل من اجل ان يكون لمنطقة البحر المتوسط دوراً اقتصادياً افضل في العالم”.
فرعون
من جهته، قال فرعون: “إنَّ نمونا الاقتصادي والسياحي رهن التهديدات الأمنية في المنطقة، مع العلم أنَّ اقتصادنا يحافظ على الاستقرار مقارنة بالاضطرابات، في حين انها لا تزال ضمن احترام الدستور والسلم الأهلي. لكن للبنان روح المقاومة على الصعيد الاقتصادي والثقافي بعدما واجه الإحتلال الاسرائيلي والهيمنة السورية”.
واشار فرعون الى ان “لبنان لديه طموح ان يكون لاعب أساسي في حركة التنمية الإقليمية ، علما انه شارك وعانى منذ تاريخه التأثيرات الإقليمية، اليونانية،الرومانية،المصرية، الكنعانية، البيزنطية، العثمانية، المسيحية والإسلامية وبخاصة الفينيقية”.
وقال: “لبنان بأمس الحاجة الى يد المجتمع الدولي الممدودة له للحفاظ على رسالة الحوار والثقافة والأديان والحريّة والديمقراطية. انه بحاجة إلى شركائه وأصدقائه لعدم انجراره إلى زوبعة العنف، وكما هو بحاجة إليهم، هم أيضاً بحاجة الى هذا النموذج اللبناني للعيش المشترك والتسامح، واحترام الأقليات”.
توقيع اتفاقات
بعد الانتهاء من الافتتاح وقع الرئيس شقير بصفته رئيساً لاتحاد غرف المتوسط 3 اتفاقات مع كل رئيس الاتحاد العالمية للغرف التجارية بيتر ميهوك، ومع رئيس اتحاد رجال اعمال المتوسط جاك الصراف، مع رئيسة جمعية الرحلات البحرية السياحية كارلا سالفادو.