كشف مقربون من حزب الله لـ”الشرق الأوسط”، أن صفقة المقايضة التي أفضت إلى تحرير مقاتل من الحزب مقابل ضابطين في الجيش السوري الحر: “تولاها شخص واحد من الحزب كان على تنسيق مباشر مع أمينه العام السيد حسن نصر الله”، بينما انحصرت الوساطة “بشخص سوري واحد ينقل الشروط المتبادلة بين المكلف من الحزب، وقيادي في الجيش السوري الحر في القلمون”، في حين كانت قيادة “الحر” المركزية بعيدة عن التفاصيل.
وحسم مقربون من حزب الله الجدل حول طبيعة الصفقة، إذ أكد الخبير الاستراتيجي المقرب من الحزب، الدكتور أمين حطيط، لـ”الشرق الأوسط”، أن وسيطا واحدا، هو “شخص سوري مقيم في لبنان تولى التفاوض”، مشيرا إلى أنه “على علاقة بالجيش السوري الحر، لكنه ليس عضوا فيه، وليس عسكريا يقاتل في صفوفه”.
وبدأت جهود الوساطة بعد 3 أيام من تسريب حزب الله خبر في وسائل الإعلام، بأسر ضابطين في الجيش السوري الحر في القلمون. عندها، قال حطيط: “اتصل هذا الشخص بأصدقاء لحزب الله، وأبدى رغبة الجيش الحر بالتفاوض عليهما والتبادل مع أسير حزب الله لديهم”. نقل أصدقاء الحزب الخبر إليه، فرحب حزب الله بالفكرة: “مشترطا أن تكون المحادثات بين شخص من الحزب وهذا الوسيط مباشرة”، مما أدى إلى خروج أصدقاء الحزب من العملية فورا.
وأوضح حطيط إن المفاوضات “استمرت 3 أسابيع، تدرجت خلالها شروط الجيش السوري الحر من سقف مرتفع في المفاوضات، إلى مبادلة الشخصين بأسير الحزب”، مشيرا إلى أن شروطهم في البداية “كانت سياسية وأمنية، كما طالبوا بمبالغ مالية وشروط أخرى في الميدان، مثل فتح خطوط إمداد وغيرها إلى مناطق يتواجدون فيها، لكن الحزب أصرّ على أن تكون القاعدة المتبعة في التفاوض، هي قاعدة الميدان بالميدان”، بمعنى أن أسير حزب الله كان يقاتل في الميدان، بينما كان أسيرا الحر يقاتلان في الميدان أيضا، ولا طائل من توسعة الشروط خارج الميدان، وأضاف: “عندها، بدأ الحر بخفض سقف شروطه، وعندما أصر على شروط محددة، أبلغ مندوب الحزب الوسيط بأنه لا يمكن التغيير بشروطنا، ونعتبر أن الأسير شهيدا، مثلما قال والده في وقت سابق”. وأشار حطيط إلى أن الجيش الحر “وافق أخيرا على شروط الحزب نظرا لأهمية الضابطين، وحاجة الجيش الحر في القلمون لإنجاز، وتمت العملية بسرية تامة”.
وقال حطيط إن الصفقة “تحققت بسرية مطلقة وتكتم محكم”، مشيرا إلى أن الشخص المكلف من الحزب: “كان ينسق مباشرة مع الأمين العام للحزب”، بينما كان الوسيط “ينسق بين المكلف من الحزب وقيادي في الحر بالقلمون”، مشددا على أن هذه العملية “وخلافا لما قيل في بعض وسائل الإعلام، هي العملية الأولى بين الحزب ومقاتلي المعارضة السورية”.
وقالت مصادر مطلعة على موقف حزب الله لـ”الشرق الأوسط”، إن “ظروف أسير حزب الله مختلفة عن ظروف الأسرى اللبنانيين، نظرا لأن عياد احتجز في داخل الأراضي السورية، بينما احتجز العسكريون اللبنانيون داخل الأراضي اللبنانية، مما يجعل جهود الإفراج عنهم من مسؤولية الدولة اللبنانية”، فضلا عن أن “الجهة الخاطفة ليست نفسها، فعياد كان لدى الجيش السوري الحر، بينما العسكريون اللبنانيون موجودين لدى “النصرة” و”داعش”.