Site icon IMLebanon

موجة التفاؤل الرئاسي إلى إنحسار والراعي على تشاؤمه

رغم أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري اشاع اجواء انفراجية بمواقفه المتفائلة في شأن قرب انتهاء الازمة الرئاسية واستئناف الحوار على خط “تيار المستقبل” ـ “حزب الله”، فإنّ ايّ ترجمة عملية لهذه الاجواء لم تشق طريقها بعد، حتى انّ مصادر وزارية رجحت لوكالة “المركزية” ان يكون تفاؤل بري ناتج عن الاشارات الدبلوماسية التي وصلت الى المسؤولين من دول القرار بوجوب الاسراع في انتخاب رئيس جمهورية تجنباً للاسوأ، وانّ لا وجود لما هو ملموس في ما يتصل بهذا الشأن ولا حتى بنجاح الحوار بين التيار والحزب او اصابة الهدف المتمثل بانتخاب رئيس توافقي.

الا انّ المصادر اعتبرت انّ الرسائل الخارجية التي تضمنت دعوات بوجوب فصل الازمة اللبنانية عن ملفات المنطقة والمفاوضات الدولية النووية، لربما شكلت نقطة ارتكاز انطلق منها بري ليبني تفاؤله ويحفز القوى السياسية على التحرك والخروج من دائرة التصلب والتمترس خلف ترشيحات يعرف اصحابها سلفاً انّها لن توصل بأيّ منهم الى قصر بعبدا، خصوصاً انّ هؤلاء باتوا على يقين بانعدام حظوظهم، في ضوء توجه دولي لم يرق الى مستوى القرار لحمل القادة اللبنانيين على السير بمرشح توافقي في استعادة لسيناريو العام 2008.

وعلى وقع الامال المنسوجة حول الحوار العتيد وامكان احداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، نقل زوار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عنه استياءه لما آلت اليه الامور وتحميله على وجه الخصوص الفريقين المسيحيين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” مسؤولية عرقلة الانتخابات. واكدوا لـ”المركزية” انّهم لم يجدوا لدى سيد بكركي تفاؤلاً بامكان انتخاب رئيس في وقت قريب ولا حتى مبادرات للحل في الافق، اذ انّه يدرك تماماً مدى ارتباط القوى المؤثرة والفاعلة في الملف الرئاسي بالاطراف الاقليمية التي ما زالت توظف هذه الورقة لمصالحها ولا توفر هامش التحرك او اتخاذ قرار خارج عن ارادتها.