تقرير خالد مجاعص
عبارة واحدة بإمكانها تلخيص طموحات الحكمة وهواجسه لهذا الموسم: “إحراز اللقب وإمّا خسارة كلّ شيء”. فبهذا السيناريو، وبالعاميّة، يمكننا القول إنّ الحكمة يخوضها “SOLDE”، فهو يدفع كلّ ما يملك من أوراق، وهو دفع كلّ ما يملك من قدرات معنويّة وماليّة لاسترجاع لقب طال انتظاره.
ففي ظلّ هذه الأجواء، وقبل أسبوع من انطلاق بطولة لبنان لكرة السلّة، يبدو أنّ فريق الحكمة هو للمرّة الأولى منذ فترة طويلة جدّاً الأكثر جهوزيّة واستعداداً للحدث الرياضيّ الأبرز. يتفاجأ محبّو اللعبة بتلك المعلومات، خصوصاً في ظلّ وجود فريق الرياضي، إنّما إن عدنا أسبوعين أو ثلاثة إلى الوراء، سيتبيّن لنا أنّ مشاركة الفريقين في البطولات الودّية أظهرت، بما ليس فيه الشكّ أنّ انسجام فريق الحكمة اليوم هو أفضل من فريق المنارة، خصوصاً بطريقة لعبه الجماعيّ، ممّا سيعطي فريق الحكمة توازناً كبيراً أمام الرياضي.
فقد تمكّن فريق الحكمة هذا الموسم من تجاوز كلّ مشاكله الإداريّة، وشلّ كلّ التدخّلات السياسيّة في شؤونه، ممّا سمح لجهازه الإداريّ من حصر تركيزه على تأمين ميزانيّة محترمة للفريق الذي أظهر أنّه متكامل، والأهم متجانس: ففي مركز موزّع الألعاب، ستكون المهمّة ممتازة عبر عقل الفريق الأخضر رودريك عقل الذي يعطي الأمان لزملائه، ويمهّد الطريق للآخرين. وبديل رودريك عقل في هذا المركز لا يقلّ مستوى، وهو كيكو حيدر، لاعب لبنانيّ أتى من دوري الجامعات الأميركيّة الموسم الماضي، وهو سريع جدّاً، ويمتاز بالهجمات المرتدّة والتسديدات الخاطفة. أمّا ثروة الفريق الأخضر، فهي على الأجنحة بوجود المهاجم الأميركيّ الفتّاك تيريل ستوغلين، وهو الذي في إمكانه لوحده ضرب كلّ دفاعات المنطقة الـzone defense، عبر تسديداته القاتلة عن الرميات الثلاثيّة، فكيف هي الحال أيضاً عندما يكون إلى جانبه قنّاص الرميات الثلاثيّة إيلي إسطفان.
قوّة الحكمة ستظهر أكثر وأكثر فور عودة قائد الفريق الحقيقيّ إيلي رستم الذي تعرّض إلى إصابة في نهائيّ بطولة لبنان أمام الرياضي، فكان ذلك السبب الرئيسيّ لسقوط الحكمة. إيلي رستم أنهى فترة تعافيه من الإصابة، وبدأ سريعاً عودته إلى المباريات مع بداية البطولة. أمّا جديد الحكمة هذا الموسم فهو هايغ كورجيان، لاعب المترين و4 سنتيمترات، نجم الهومنتمن في الموسم الماضي الذي يتميّز حتّى عن الأجنحة كونه أحد أفضل المسدّدين عن الرميات الثلاثيّة.
ويبقى أخيراً أنّ ثروة الفريق الأخضر هي على الارتكاز، في وجود العملاق الأميركيّ ديسموند بينيغر، ملك الريباوند والتسديدات عن المسافات المتوسّطة التي افتقدها الحكمة في الموسم الماضي، حيث سيكون خير مساعد لمهمّة نجم الارتكاز جوليان خزّوع لاعب الـمترين و11 سنتمتراً، الخطر جدّاَ تحت السلّة، وحتّى عن الرميات الثلاثيّة. وهو إن احتاج للاستراحة، فمن أفضل من دانييل فارس ليعطي الحكمة قوّة زائدة تحت السلّة. فهل سيتمكّن بعد طول انتظار، المدرّب فؤاد أبو شقرا من إعادة اللقب إلى حكمة الأشرفية، ليبدأ في إعادة أمجاد حوّلها الرئيس الراحل أنطوان الشويري إلى حلم أشرك معه فيه اللبنانيّين، أو أنّ الحكمة إذا لم يتمكّن من تسجيل انتصاره باللقب، قد يخسر كلّ شيء بمن فيهم رعاته وداعميه؟