وصفت مصادر نيابية لـ”اللواء” بيان الخارجية الأميركية الذي حذّر المواطنين الأميركيين من السفر الى لبنان بالمقلق، نافية أن تكون لديها معطيات حول الخلفية التي انطلق منها، أو ما إذا كان يأتي في سياق إجراء روتيني، أم نتيجة معلومات أمنية، تجمعت لدى الاستخبارات الأميركية، في ضوء تخوفات من لجوء عناصر مسلحة في القلمون السورية الى فتح ثغرة في الجدار اللبناني، تحت وطأة العواصف والثلوج القاسية، وما يشاع عن استعدادات لدى الجيش النظامي لإطلاق هجمات جديدة في تلك المنطقة، في ضوء صفقة الأسلحة التي ذهب وزير الخارجية السورية وليد المعلّم الى موسكو لإتمامها، ومنها صواريخ إس.إس 300.
ولم تشأ مصادر ذات صلة أن تسقط من حسابها ما توفر لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية والأجنبية من تحوّل بعض أحياء مخيّم عين الحلوة الى “ملاذ آمن” لعناصر مسلحة متطرفة تجمعت هناك، وأخرى جاءت من سوريا وبلدان أخرى لتوفير النصرة والدعم لهذه العناصر.
ولاحظت المصادر الأمنية ازدياد نفوذ التنظيمات المتطرّفة في عين الحلوة على حساب تواجد الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، معربة عن خشيتها من تحوّل المخيم الى ملاذ للعناصر المتطرفة التي تجد عاطفة من الجماعات الإسلامية المتواجدة في المخيم والتي تتمتع بتسليح جيد.
وفيما اشارت مصادر ذات صلة بالسفارة الأميركية في بيروت، إلى ان التحذير الأميركي لا يرتبط بوضع استثنائي أو معطيات حول حصول عمليات إرهابية قريبة، بل بوجود تهديدات دائمة من قبل الجماعات المتطرفة باستهداف لبنان، لاحظت مصادر أخرى ان البيان لم يتضمن إشارة لا إلى اشتباكات عرسال الأخيرة ولا حتى حوادث طرابلس وعكار شبيهة بالتحذير السابق الذي اصدرته واشنطن في 15 آب الماضي حيث ذكرت حينها بالتفجيرات التي طالت بيروت وطرابلس، واكتفى التحذير الجديد بالاشارة إلى أن الهجمات الانتحارية يمكن ان تحصل من دون سابق إنذار، لافتاً الانتباه الى تقارير في وسائل الإعلام تؤكد احباط هكذا هجمات مفترضة.