وقع وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم مذكرة تفاهم مع شركة “بيريتك”، في حفل أقيم اليوم في مقر “بيريتك ديجيتال بارك” شارع بشارة الخوري، في حضور رئيس مجلس إدارة “بيريتك” مارون شماس وحشد من رجال الأعمال.
وتحدث شماس في المناسبة، مشيراً إلى أن التكامل بين فريق العمل المشترك بين “بيريتك” ووزارة الاقتصاد والتجارة و”برنامج الامم المتحدة للإنماء”، ما أتاح الفرصة لتفعيل العمل على إنجاز مذكرة التفاهم التي نحن في صدد توقيعها.
وتحدث شماس عن أهمية الإتصال الرقمي الذي يحتاج إلى راعٍ حاضن، “خصوصاً أن مصرف لبنان قام بمبادرة هامة في هذا الاتجاه، ولكنها بحاجة إلى أب وأم لرعايتها. واليوم نحن نكمل ما تقوم به بعض الوزارات والشباب في انتظار أن يكون هناك تقدير من الحكومة أو من المراجع السياسية والاقتصادية لأن عملهم يمتد على مساحة كبيرة تصل الى الخارج، فهم أشخاص مؤهّلون لهم كفاءاتهم ولديهم الثقة بالنفس تمكنهم من العمل المتواصل، وعندما يشعرون بأنهم محاطون وليسوا وحدهم، أعتقد ان النتيجة ستكون أفضل بكثير”.
وتطرق إلى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن “البروتوكول الذي هو مشاركة في الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، سيؤدي إلى: استراتيجية وطنية، بيئة موحّدة للأعمال، مشاركة مؤسسة “بيريتيك” في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وزارة الاقتصاد والتجارة تقدم المشورة في مجال التدريبات، تحسن موارد الأعمال، دعم تقني.
وختم مقدّراً ما قام به الوزير حكيم، داعياً كل الوزراء إلى “الإقتداء به”، ومنوّهاً بدور وزيري الإتصالات بطرس حرب، والدولة للتنمية الادارية نبيل دو فريج.
حكيم: ثم ألقى الوزير حكيم كلمة لفت فيها إلى أن “مذكرة التعاون بين شركة “بيريتك” ووزارة الاقتصاد والتجارة من شأنها المساهمة في تحقيق أهدافنا بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما تقوية نطاق التعاون بين الفريقين”.
وقال: تشكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم عنصراً أساسياً ومحورياً في الاقتصادات المتطورة وهي تعتبر العمود الفقري للإقتصاد والحافز الاساسي نحو تحقيق الأهداف الوطنية وتحفيز النمو الاقتصادي. وهي الدافع الأساسي للتطور التكنولوجي والخدماتي، وطالما شكلت الوسيلة المثلى التي يستعملها البنك الدولي للتخفيف من حدة الفقر وتحسين مستوى المعيشة، إلى جانب دورها الرائد في محاربة البطالة. وجودنا هنا اليوم مهم جداً وتوقيع هذه المذكرة من شأنه إعادة تحفيز الثقة في نفوس المستثمرين ورواد الأعمال وتطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وزيادة تنافسيته.
وحيا “شركة “بيريتك” والسيد مارون نقولا شماس على الدور المهم الذي تلعبه في احتضان هذه المؤسسات وتوفير التدريب والإرشاد اللازميْن لزيادة فرص نجاحها وإنتاجيتها، وتحفيز الابتكار وتقديم المشورة لوصول هذه المؤسسات إلى الأسواق المحلية والعالمية”، مؤكداً “واجب الحكومة دعم هذه المؤسسات وتحسين فرص حصولها على التمويل، وتعزيز إطارها القانوني والتنظيمي خصوصاً في وقت نشهد فيه هجرة كثيفة للقوى العاملة الكفوءة”.
وأضاف: من واجبنا أن نهتم بالموارد البشرية على أساس أنها هدف التنمية الاجتماعية والاقتصادية وأن الفرد يمثل أهم عنصر من عناصر رأس المال، خصوصاً أن لبنان يزخر برأس المال البشري المفعم بالمبادرة. وبما أن فرص العمل في القطاع العام أصبحت شبه معدومة، وكذلك عدم وجود شواغر مناسبة تلبي طموحات الباحثين عن عمل لدى القطاع الخاص، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل، فإن للمشروعات الصغيرة دوراً فعالاً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي وقف النزف القاتل المتمثل في هجرة شبابنا اللبناني إلى الخارج والإبداع في بلد غير بلادهم. نحن بحاجة الى هؤلاء الشباب هنا.. في لبنان.
وختم حكيم: أشدد مجددا على أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تشكل نحو 97% من الشركات اللبنانية وأهمية الاستراتيجية الوطنية التي نحن في صدد إطلاقها في 16 كانون الأول وإنني على ثقة بأن جهودنا المشتركة ستساهم بشكل كبير في تطوير هذا القطاع الواعد وستدفع لبنان ليصبح مركزاً ومقصداً لرواد الاعمال والمبتكرين. مع كل الظروف التي يمرّ بها لبنان ما زلت مؤمناً بلبنان، في الدرجة الأولى برجاله ومبادراتهم، وباقتصاده وصموده.
حوار: وفي معرض ردّه على اسئلة الحاضرين، أوضح حكيم أن “لدى الدولة إمكانات هائلة من ناحية البنى التحتية والطاقة البشرية لتنفيذ المشاريع وتطويرها، والحل يكمن في الادارة الحسنة ومقاربة هذه المشاريع وتنفيذها بعيداً من السياسة”. وقال: إن خلق فرص العمل لا يقتصر على عمل الدولة بل نتيجة وجود المؤسسات الصغيرة والمشروعات الصغيرة وعملها والمبادرات الفردية. لذا، من المهم أن يرتكز عملنا على تأمين سهولة الحصول على رأس مال وتطوير الفرص التي تساعد المؤسسات الصغيرة على تحقيق أهدافها ودعمها في مشاريعها لإبراز قدراتها ونجاحاتها في الاسواق.
جولة: وأخيراً، جال الوزير حكيم يرافقه شماس في مبنى “بيريتك ديجيتال بارك”، معرباً عن تفاؤله إزاء “ما يحتويه لبنان من مؤسسات كبيرة هامة في مجال الاتصال الرقمي، ومهيأة للعب دور في الحياة الاقتصادية”.