دعت صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية الحكومات إلى “فهم أيديولوجية “الجهاديين” قبل محاولة التغلب عليهم”، لافتة إلى “مقتل الجندي البريطاني، لي رغبي، في ايار على يد رجلين في وضح النار وعلى مرأى من الناس بالعاصمة البريطانية لندن”.
وتساءلت الصحيفة: “كيف يمكن أن يقتل مواطنان بريطانيان شخصا من جنسيتهم؟ ما الذي جعلهما متعطشين للدماء بهذه الدرجة وبهذه الجرأة؟ ما الذي جعلهما يريدان القيام بمثل هذا العمل في المقام الأول؟”، مضيفة: “خلال المعركة مع المتشددين المسلمين “واجهنا صعوبة شديدة في فهم قواعد اللعبة”، لافتة إلى أن “التيار الإسلامي المتشدد يمزج بين قدرتين هما قوة تكنولوجيا الانترنت وقوة تقليدية قديمة وهي قوة الإيمان”.
وأضافت: “هو قوة اجتماعية تستخدم العالم الافتراضي على الانترنت، ولكنها لا تُعامل في التحليلات على هذا الأساس، لأن هيكلتها غير تقليدية وبالتالي لا تحتاج إلى قيادة مركزية أو إلى دعم الحكومة”، مشيرة إلى أن “أجهزة الاستخبارات التي تتعقب المتشددين لا يمكن أن تفلح في تعاملها مع أفراد هذا التيار لأنها تقتصر في دراستها لهم على الجانب السلوكي، للتحقق من الصحة العقلية للمشتبه فيهم، ولكنها لا تملك وحدة لدراسة الأيديولوجية، حيث لا تنظر إلى أصول وعقيدة “الجهاديين”، ولذلك فهي لا تعرف مع من تتعامل، كأن يحارب شخص ما الشيوعيين وهو لا يعرف شيئا عن نظريات ماركس ولينين”.
وشبّهت الصحيفة الحرب ضد “الجهاديين” بالحرب الباردة ضد الشيوعية، لافتة إلى أن “الفرق بينهما يكمن في أن الشيوعية تيار تدعمه دول وحكومات، أما التيار الإسلامي المتشدد فهو أقل ارتباطا بالجهات الرسمية، كما أنه يكسب تعاطفا من المسلمين في العالم”.
وشددت على أن “هناك إجراءات أمنية إضافية تم اتخاذها لصد من يحاول أن يقتل جنديا آخر مثل رغبي، ولكن الجهات المعنية لا تفعل شيئا للحيلولة دون أن تكون لديه الرغبة في القتل أصلا”.