أشارت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في تقرير لها إلى اتساع تجارة المقرمشات والشكولاتة ومشروبات الطاقة ومشروب الشعير الخالي من الكحول التي يفضلها المقاتلون الأجانب في “داعش” في عدة مناطق بسوريا والعراق.
كما ساهمت الفتاوى الدينية وأذواق المسلحين الأجانب في “داعش” في تحويل الاقتصادات المحلية بالمناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وبينما أغلقت المتاجر التي تبيع المشروبات الكحولية، حققت المحلات التي تبيع الوجبات الخفيفة والملابس، وبخاصة تلك تعرض ملابس على طراز الزي العسكري، والمحلات التي تبيع أجهزة المحمول مكاسب كبيرة.
ويقول صالح، تاجر ملابس من مدينة الرقة، إن المسلحين الأجانب هم الذين ينشطون اقتصاد المناطق التي يقيمون بها، بينما لم تشهد المناطق الأخرى أي نشاط يذكر، فالعديد من أصحاب المحلات في مناطق الشرق الريفية لم يسمعوا من قبل بمشروبات الطاقة قبل وصول هؤلاء المسلحين.
ولم تكن هذه السلع معروفة من قبل أو أنها كانت غالية لدرجة أن سكان هذه المناطق لم يقدروا على تحمل تكلفتها، حسبما قال أحد أصحاب المحلات الذي أطلق على نفسه اسم نسيم، لكن عندما طلبها المسلحون ذهب نسيم إلى مورد البضائع وطلب منه الأنواع الجديدة.
ويقول سكان محليون إن الراتب الأساسي لمسلحي داعش الأجانب هو 215 دولار في الشهر، وهو ضعف متوسط الدخل الذي يطمح إليه السوريون، لذلك قد يقدمون على شراء المنتجات مثل مشروب الطاقة Red Bull مقابل 1.5 دولار أو رقائق Pringles مقابل 5.5 دولار.
ويشتري رجال الأعمال المحليون البضائع من المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة ويحضرون مشروبات الطاقة والشكولاتة عبر الحدود التركية.
وتعرض محلات الهواتف المحمولة أحدث إصدارات الهواتف الذكية التي يحرص المسلحون القادمون من الخليج الفارسي على اقتنائها.
ومن ناحية أخرى، اختفت بعض الأنشطة التجارية، مثل المقاهي التي شهدت عدة هجمات من “داعش” الذي تمنع التدخين، كما أدت القوانين الصارمة التي يفرضها التنظيم والتي تفرق بين الرجال والنساء إلى انصراف الناس عن المطاعم.