فيما بدت الأسواق مترددة امس من حيث استمرار تراجع اسعار النفط بعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عدم خفض سقف انتاجها، اعلن وزير النفط الكويتي علي العمير ان قرار «اوبك« جاء بسبب مخاوف الكارتل من فقدان حصته في السوق. وبدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقيناً بان سوق النفط ستصل إلى درجة التوازن في منتصف العام المقبل، في موازاة توقع شركة «روسنفت« الروسية أن يبلغ متوسط أسعار النفط العالمية 70-75 دولاراً للبرميل عام 2015.
وقال العمير لقناة «الوطن« الفضائية الكويتية من فيينا حيث شارك في اجتماع «اوبك«: «اليوم هناك الكثير من المنافسين وأوبك لا تضخ سوى ثلاثين بالمئة من الانتاج العالمي». اضاف «كان لا بد من اتخاذ القرار الصحيح بعدم خفض الانتاج لان أي خفض يمكن ان يعوضه (منتجون) آخرون موجودون في السوق». وتابع الوزير الكويتي «لذلك قررنا أن الاسعار يجب ان تصحح تبعاً للعرض والطلب وانه على أوبك حماية حصتها من السوق حتى لا تفقد زبائنها». وأكد ان «أوبك لن تقبل بعد اليوم بتحمل العبء الاضافي لخفض الانتاج بينما يسارع آخرون الى زيادة انتاجهم».
وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي، أبلغ نظراءه من دول «أوبك«، بأن عليهم أن يكافحوا طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، رافضا خفض انتاج الخام بهدف الضغط على الأسعار وتقويض ربحية المنتجين في أميركا الشمالية.
وفي هذا الوقت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه على يقين بأن سوق النفط ستصل إلى درجة التوازن في منتصف العام القادم. وقال في اجتماع مع الرئيس التنفيذي لشركة «توتال« الفرنسية باتريك بويان «إني على يقين بأنه في الربع الأول في منتصف العام القادم ستصل السوق (النفطية) الى مستوى التوازن«.
أضاف بوتين إنه يتوقع أن تتراجع اسعار النفط بعد اجتماع «أوبك« وان موسكو لم تصر على أي إجراء معين لتحقيق استقرارها.
وفي هذا الاطار، قال وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف إن حكومته ستخفض توقعها لسعر النفط في عام 2015 مع استمرار هبوط اسعار النفط لكنه رفض ذكر رقم محدد.
وتحتاج روسيا إلى ان يكون سعر النفط على الأقل نحو 100 دولار لايجاد توازن موازنتها. وقال أوليوكاييف «سيتم خفض (السعر المتوقع) قطعاً. ولا يمكنني إبلاغكم مقدار الخفض«. وكانت حكومة روسيا تنبأت بسعر للنفط قدره 100 دولار للبرميل في موازنتها للسنوات 2015-2017 نزولاً من تقدير سابق لمتوسط قدره 105 دولارات هذا العام.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت« الروسية إيغور سيتشن للصحافيين إن الشركة تتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط العالمية 70-75 دولاراً للبرميل في عام 2015.
وفتحت اسعار النفط على تراجع غداة هذا القرار. وقد بلغ سعر برميل النفط المرجعي تسليم كانون الثاني في سوق المبادلات في نيويورك 69,29 دولارا بتراجع قدره 4,40 دولارات عن سعر الاغلاق الرسمي الاخير الاربعاء.
لكن الاسعار بدأت تتحسن تدريجيا بالمقارنة مع ادنى سعر سجل الاربعاء (67,75 دولارا) في المبادلات الالكترونية بينما كان اول من امس يوم عطلة في الولايات المتحدة بمناسبة عيد الشكر.
واستقرت أسعار خام النفط برنت فوق 73 دولارا للبرميل بعدما سجلت مستوى منخفضا جديدا في أربع سنوات عقب قرار «أوبك«. وتواصل الهبوط الحاد صباح امس حيث بلغ برنت أدنى مستوى في الجلسة 71,12 دولارا للبرميل كان أيضا أدنى مستوى له منذ تموز 2010. وبحلول الساعة 14,55 بتوقيت غرينتش تعافى الخام قليلا ليجري تداوله قرب 73,10 دولارا مرتفعا 52 سنتا.
وكانت الاسواق الاسيوية بصورة عامة سجلت تراجعا امس ما ادى الى تدهور اسهم شركات الطاقة.
واذا كان محلل «ساكسو بنك» يعتقد ان اسعار النفط ستواصل الانخفاض قبل ان ترتفع قليلا، فان خبراء مجموعة «سي ام-سي آي سي سيكيوريتيز» يتوقعون ان «يستمر تراجع الاسعار في الاشهر المقبلة مما سيكون له انعكاسات كبيرة على الاقتصاد العالمي».
ونظرا للدور الاساسي للنفط في الحياة الاقتصادية، يؤدي وجود طاقة بسعر منخفض في الاسواق الى هزات في كل مجالات الاقتصاد.
ففي البورصة، كانت المجموعات النفطية او شبه النفطية تسجل تراجعا بينما الشركات الجوية التي تعد من كبار المستهلكين تستفيد من الوضع مثل جابان ايرلاينز التي ارتفع سعر السهم لديها بنسبة 5,75 في المئة او ايرفرانس (4,78 في المئة).