دفع الهبوط الحاد لأسعار النفط الروبل الروسي إلى مستويات متدنية جديدة قرب 50 روبلاً في مقابل الدولار أمس وسجلت عملات دول منتجة للطاقة من نيجيريا إلى ماليزيا أدنى مستوياته لها في أعوام.
وفي روسيا التي تؤلف فيها منتجات الطاقة ثلثي الصادرات، هوى سعر الروبل 1.2 في المئة واتجه نحو تسجيل أكبر هبوط شهري له منذ 2009. وانخفضت أسهم موسكو المقومة بالدولار 2.6 في المئة لتتجه نحو تسجيل خامس تراجع شهري لها.
وفي نيجيريا فقدت النيرا 1.3 في المئة من قيمتها وتراجعت السندات الدولارية مثلما حدث في أنغولا. وفي وقت سابق سجلت العملة الماليزية الرنغيت أدنى مستويات لها في خمسة أعوام الأمر الذي اضطر البنك المركزي إلى التدخل.
وارتفع الدولار بعد يوم على قرار منظمة «أوبك» عدم خفض الإنتاج ما أضر بعملات البلدان المنتجة للسلع الأولية مثل النرويج حيث هوت الكرونة إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام في مقابل اليورو والدولار. وصـعد سعر الدولار إلى 6.9963 كرونة وهو أعلى مستوى منذ اكثر من خمسة أعوام ومرتفعاً 0.9 في المئة عن اليوم السابق.
وسجل اليورو أيضاً أعلى مستوى له في خمس سنوات عند 8.7080 كرونة. وفي مقابل الدولار الكندي ارتفعت العملة الأميركية 0.4 في المئة إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين عند 1.1384 دولار كندي.
وواصلت أسعار الذهب تراجعها لليوم الثالث على التوالي لتهبط إلى أدنى مستوى لها في أسبوع بفعل توقعات بأن يكبح تراجع أسعار النفط الخام الضغوط التضخمية ويقلل من جاذبية المعدن النفيس كأداة للتحوط. وتضرر الذهب من تراجع أسعار النفط وما تبعه من صعود الدولار.
وهبط الذهب الفوري واحداً في المئة، مسجلاً أدنى مستوى في الجلسة 1177.84 دولار للأونصة. وفي وقت سابق من التعاملات سجل الذهب 1183.90 دولار وهو أدنى مستوى له منذ 20 تشرين الثاني (نوفمبر).
ونزلت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) واحداً في المئة إلى 1183.10 دولار للأونصة. وهبطت العقود الفورية للفضة 2.8 في المئة إلى أدنى مستوى في الجلسة عند 15.76 دولار للأونصة.
وتسبب الهبوط الجديد في أسعار النفط الخام في ضياع عشرات البلايين من الدولارات من القيمة السوقية لشركات النفط وكان مؤشراً إلى أن القطاع لم يعد في نظر المستثمرين ملاذاً آمناً إذ اشتدت المخاوف على الأرباح وتوزيعات أرباح الأسهم في المستقبل. وفقد قطاع النفط في أوروبا 33 بليون دولار من قيمته السوقية. وفقدت «شتات أويل» 8.2 في المئة و»بي بي» 3.7 في المئة و»شل» 3.3 في المئة.
وتراجعت الأسهم الأوروبية للمرة الأولى في ست جلسات بعد تعرض أسهم قطاع الطاقة إلى مزيد من الضغوط بفعل تراجع أسعار النفط الذي أحيا المخاوف من الانكماش في منطقة اليورو. وهوى سعر سهم «توتال» 3.5 في المئة وهبط سهم «سيدريل» 4.6 في المئة وتراجع سهم «سايبم» 4.1 في المئة. وانخفض مؤشر «يوروفرست 300» للأسهم الأوروبية الكبرى 0.5 في المئة إلى 1385.05 نقطة.
لكن الأسهم اليابانية صعدت في ختام التعاملات مدعومة بمكاسب لأسهم شركات التصدير مع تراجع قيمة الين وصعود أسهم الطيران والسكك الحديدية بفضل هبوط أسعار النفط. وارتفع مؤشر «نيكاي» القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى عند الإغلاق 1.2 في المئة إلى 17459.35 نقطة منهياً بذلك تعاملات الشهر على زيادة مقدارها 6.4 في المئة.
وسجل «نيكاي» مكاسب بلغت أكثر من 10 في المئة منذ أن فاجأ «بنك اليابان» (المركزي) الأسواق في 31 تشرين الأول (أكتوبر) بتوسيع برنامجه للإنعاش النقدي. وصعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.3 في المئة إلى 1410.34 نقطة. وتراجعت العملة اليابانية في التعاملات الآسيوية إلى 118.21 ين في مقابل الدولار مقتربة من أدنى مستوى لها هذا الأسبوع البالغ 118.57 ين.
وسجلت الأسواق الآسيوية في صورة عامة تراجعات بسبب تدهور اسهم قطاع الطاقة. وفي سيدني تراجع مؤشر «أي أس أكس/ستاندرد أند بورز 200» بنسبة 1.34 في المئة. وبلغ تراجع الأسواق 0.24 في المئة في سيول و0.39 في المئة في هونغ كونغ. وبعدما فتحت بورصة شانغهاي على توازن، تقدمت بنسبة 0.29 في المئة مستفيدة من التأثير المتواصل لخفض معدلات الفائدة الصينية الأسبوع الماضي. وكانت الأسواق الأميركية مغلقة أول من أمس بسبب عطلة عيد الشكر.