تكاد رنا الفليطي تلتقط أنفاسها برفع “جبهة النصرة” السكين عن عنق زوجها علي البزال حتى تعاود حبسها مع كل تهديد جديد. وبالأمس كان نهار من “نار” حرق اعصابها و أعصاب اهالي العسكريين الذين قطعوا طريق الصيفي فجوبهوا بقمع القوى الأمنية وخراطيم مياه الاطفائية لا لتبريد نارهم بل لفتح الطريق بالقوة.
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تهدد “جبهة النصرة” بذبح البزال قبل غيره؟ وكيق استطاع الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ” ابو طاقية” توقيف الاعدام لا الغائه؟
الرقم 2
“لانه الرقم 2 يريدون قتله، فبعد الشهيد محمد حمية رحمه الله والذي حمل الرقم واحد، اليوم جاء دور زوجي علي كونه وراءه في الترتيب”، بهذه العبارة ردت رنا الفليطي زوجة العسكري المخطوف علي البزال عند سؤالها عن سبب اصرار الجبهة تمرير السكين على رقبة زوجها قبل غيره والتهديد بتصفيته بين الحين والآخر، وشرحت لـ”النهار”: “سألت الشيخ مصطفى الحجيري عن هذا الموضوع، وكان جوابه أن جبهة النصرة عندما اصطحبت العسكريين إلى الجرود قامت بتصنيفهم حسب طائفتهم، وقامت بوضع أرقام لكل مخطوف، فهناك رقم 1 ورقم 2 ورقم 3، واعطى علي رقم 2 بعد حمية، وستعمل الجبهة على تصفية كل طائفة على حدة، حيث ستبدأ بالشيعة ومن ثم الدروز والمسيحيين”.
محادثة الحجيري – النصرة
يوم مشهود مرّ على رنا التي كادت ان تفقد اعصابها خلاله وقالت: ” في فترة الصباح بقيت على تواصل مع رئيس الحكومة ومع الشيخ مصطفى الحجيري، لكن الوقت كان يمر بسرعة من دون القدرة على رفع يد حامل السكين عن زوجي عندها توجهت الى بيت الحجيري، كان الشيخ قد غادره قبل دقائق من وصولي للاجتماع بالجبهة كون مراسلتهم عبر الواتساب لم تأت بنتيجة، تفاجأت أن وجهاء عرسال يملأون المنزل من مخاتير وشيوخ حيث أكدوا لي أن علي ليس صهر آل الفليطي فقط بل صهر عرسال كلها ،وأنهم لا يقبلون بأي شكل من الاشكال أن يتم هدر دمه”.
رنا اطلعت على المحادثة التي تمت بين “أبو طاقية” والنصرة عبر الواتساب ، بعد أن سمح لها احد افراد العائلة قراءتها وهو في الجرد وروت ما دار بينهما : ” كانت جبهة النصرة في حالة استنفار غيرطبيعية. وكان الشيخ يحاول تهدئتهم، فهم كانوا يستخدمون عبارات قاسية كالقول: “أننا نسن السكاكين والوضع لم يعد يحتمل وهؤلاء العساكر لا احد يريدهم لنقتلهم وننتهي”، أما هو فحثهم “على تهدئة النفوس وأن هؤلاء الشباب الذين تحتجزونهم لديهم اهل وكما ربيتم اطفالكم كل شبر بندر كذلك هم، وترون على التلفزيون ما يحصل لهم وكيف يبيتون لياليهم على الطرق رغم المطر”.
بعدما باءت جميع محاولات الحجيري مع “الجبهة” بالفشل، قرر الصعود الى الجرد، و”ذلك على الرغم من أن جعبته فارغة، فهو لا يحمل لهم أي خبر جيد من الدولة اللبنانية، كموافقتها على اطلاق سراح جمانه حميد”.
دعوة للتفاؤل
تلقت رنا ليلة أمس اتصالا من عائلة “أبو طاقية” طمأنتها خلالها على حياة زوجها بعدما توصل الشيخ الى نتيجة معهم وقام بتهدئة النفوس ودعوها الى التفاؤل، وفي الصباح تلقت اتصالا آخر منهم للاطمئنان على صحتها كونها كانت في حالة نفسية يرثى لها في الامس.
وبحسب الفليطي، فان أسباب عديدة دفعت “النصرة” الى وضع السكين جانبا مؤقتاً، منها الاتصالات التي قامت بها الحكومة وصعود الشيخ الحجيري الى الجرود والوسيط القطري، مع تمنيها بعودة “هيئة العلماء المسلمين” الى خط المفاوضات .
عتب
وبعد عتب على القوى الأمنية و السلطة السياسية من ورائها اللتين لم تتحملا اهالٍ مفجوعين لساعتين يقطعون خلالها الطريق، أثنت على مقدرة حزب الله على اطلاق سراح الأسير عياد حيث قالت: ” يستحق التصفيق إذ أطلق سراح أسيره مبقياً على كرامته مرفوعة امام “ربعه”، أما أسرانا فلا يزالون بين الحياة والموت منذ أربعة أشهر للاسف ولا أحد يعلم متى الفرج”.
ليس واحد بل 26 أسيراً
اطلاق “حزب الله” لأسيره، كان محور حديث دار بين رنا ورئيس الحكومة تمام سلام، وتروي: “حين تكلمت مع الرئيس سلام في الموضوع أجاب: ” انتم مستنفرون كون حزب الله اطلق أسيراً، وشرح: نحن نتعامل ليس فقط مع اسير بل مع 26 اسيراً”، نعم أنت تتعامل مع 26 اسيراً لكن الخاطفين لا يطلبون طلب عن كل أسير بل يريدون التفاوض عليهم كمجموعة كاملة”. وهنا كان جواب سلام لرنا أن “الحكومة تتعامل مع أشخاص ارهابيين خارجين عن السيطرة”.
انقضى اليوم الرهيب وعلي على قيد الحياة، لكن الهواجس لا زالت تسكن قلب رنا وعقلها، فـ”ما لا يطمئن انه لم يتم الغاء الاعدام بل توقيفه والمدة الزمنية غير معروفة متى تنتهي، أنا غير متفائلة بالحكومة ولا بمفاوضاتها ومع ذلك لديّ أمل كبير برب العالمين”.