قنديل صباح انطفأ ولكن أحباءها لم ينسوها… في مأتم مهيب في كاتدرائية مار جاورجيوس في وسط بيروت ودّع لبنان واللبنانيون الكبيرة الشحرورة صباح التي رحل جسدها ولكنّ صوتها وأغانيها وتاريخها سيبقى حاضرًا جيل بعد جيل.
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاة الجنازة، وقال في الشحرورة كلمات استذكرت تاريخها وأصالتها وحبّها للبنان وتمثيلها له في الخارج خير تمثيل، لافتًا الى أنّ ذروة فرحها كانت في أنّها ماتت فقيرة وتركت خلفها رسالة الفرح، فسامحت كلّ الناس وكلّ إساءة وقالت إرحمني يا الله وأغمضت عينيها عن هذه الدنيا راجية أن تنعم بالمشاهدة السعيدة في المجد السماوي.
وأضاف: “كانت واضحة أمام الله والناس لا خبث ولا تستّر وقاعدتها كلام المسيح في الإنجيل. فروح صباح لا تعوّض في تاريخ الفن اللبناني حملت راية لبنان عاليًا وجالت فيها على المستوى العربي والعالمي. وبموتها وموت سعيد عقل يفقد لبنان غصنين من أغصان الأرزة اللبنانية”.
مشاركة فنية سياسية وشعبية من جميع الميادين أتت الى وداع الأسطورة التي رفضت أن يكون وداعها يوم حداد بل أرادته يوم فرح.
بالتصفيق والزغاريد وعلى وقع أغانيها أقيمت حلقات الدبكة أمام فندق “برازيليا” حيث كانت تسكن في الحازمية، حمل نعش الصبوحة على أكتاف المحبين فرقصوا به لبعض الوقت، ومن ثمّ توجّه موكب الجثمان الى وسط بيروت حيث التقاها أحباء وأقارب وشخصيات من مختلف الميادين.
وبعد الجنازة، أخرج نعش الأسطورة وسط فرح كبير وعلى وقع أغنية تسلم يا عسكر لبنان لتلقي النظرة الأخيرة على جمهورها الحبيب مودّعةً. ليتوجّه بعدها الموكب الى بلدتها بدادون حيث توارى الثرى. وبذلك ينتهي مشوار الشحرورة على الأرض لتغرّد بفرح جديد في سماء الخالق.