إيرينا بيتشكوفا، طالبة جامعية، ليس لديها مال يذكر للادخار، لكنها أسرفت في شراء جهاز آيفون في الأسبوع الماضي. تقول: “قررت الحصول على جهاز حين أزور ميونيخ في أوائل السنة المقبلة، لكنه الآن أرخص هنا”.
ودفع تراجع الروبل، المقترن بتصاعد التضخم، أهل موسكو إلى الإنفاق ببذخ على السلع المعمرة والعقارات.
وكثير من شركات البيع الأجنبية لم ترفع الأسعار حتى الآن في روسيا على نحو يتناسب مع الهبوط الحاد الأخير في قيمة الروبل، ما جعل السلع الثمينة والفاخرة تبدو ميسورة في روسيا أكثر منها في أوروبا للمرة الأولى منذ سنوات.
والروس الذين يسافرون غالبا إلى أوروبا يغلب عليهم أن يشتروا مشتريات كبيرة هناك بدلا من شرائها بأسعار أعلى في موسكو. لكن بيتشكوفا دفعت 36990 روبل (نحو 648 يورو) مقابل جهازها الآيفون 6 سعة 64 جيجا بايت – أي أقل بما يزيد على 100 يورو عن سعر التجزئة في ألمانيا.
وتشعر شركات صناعة السيارات الأجنبية بالأثر أيضا. ففي حين أن مبيعات السيارات الجديدة تشهد تراجعا بصورة عامة، إلا أن معدل التراجع تباطأ في تشرين الأول (أكتوبر)، وفقا لجمعية الشركات الأوروبية في روسيا.
ويقول يورج شرايبر، رئيس مجلس إدارة لجنة شركات صناعة السيارات ضمن جمعية الشركات الأوروبية، إن “الهبوط الحاد للروبل الذي يرفع الطلب قصير الأمد على الموديلات المستوردة” سبب رئيس في التحسن.
ويقدِّر ريتشارد ليوبولد، رئيس قسم العلامات الفاخرة في بنتلي روسيا، أن فرق السعر لسيارات البنتلي بين أوروبا وروسيا تراجع من 24 في المائة قبل ستة أشهر إلى أقل من 10 في المائة. “بالتالي نشهد تجارة أقل عبر الحدود في الوقت الحاضر”.
لكن هذا الارتياح يرجح له أن يكون مؤقتا. وعلى الرغم من أن أسعار التجزئة ارتفعت بنسبة 2.1 في المائة في الشهر الماضي، يعتقد خبراء أن هذا سيهبط في الوقت الذي يعمل فيه التضخم وتراجع الروبل على قضم مبالغ من الدخول القابلة للتصرف.
ويقول رئيس منطقة روسيا لدى إحدى شركات التجزئة الأوروبية على الإنترنت: “اعتبارا من الشهر الماضي بدأنا نشعر بأن أحوال المستهلكين لم تعد حسنة كما كانت”.
“بدأنا برفع الأسعار، ويحاول الناس التمسك بالعلامات والنوعية التي يفضلونها، لكن مع شراء كميات أقل”.