IMLebanon

المستثمرون السويسريون يفضلون المشاريع الآمنة

SwissBanks
طلال سلامة
تتراجع العائدات الاستثمارية تدريجاً مع تغير المردود الذي بات محصوراً داخل «سراديب» مالية معينة لا يمكن العثور عليها بسهولة، فالاستثمار في سندات الخزينة أو فتح حسابات توفير مصرفية أصبح يجلب فوائد لا تُذكر تقريباً وغير جذابة أبداً، لذلك يختار المستثمرون السويسريون الأمان بدلاً من المردود، أما زملاؤهم الأوروبيون فما زالوا يراهنون على الاستثمارات ذات المردود العالي قبل كل شيء.
ويشير الإحصائيون الاقتصاديون في برن إلى أن المستثمرين السويسريين ينتمون هذه الفترة إلى أربع شرائح، تحتضن الأولى منها نحو 73 في المئة من المستثمرين وهي تميل إلى اختيار أي مشروع آمن حتى لو كان مردوده متواضعاً ويتطلب بعض الصبر لتحقيق النتائج المالية المنشودة، أما الشريحة الثانية، فتضم 11 في المئة من المستثمرين المحليين الذين يرون في السيولة التي يضمنها أي مشروع هدفاً حيوياً لهم. أما المجموعة الثالثة فتضم 13 في المئة من المستثمرين السويسريين الذين ينظرون إلى العائدات الناجمة عن أي مشروع وطني قبل اتخاذ القرار المناسب، وينضم إلى المجموعة الرابعة 2.3 في المئة من المستثمرين المستعدين لخوض مشاريع ذات مردود عالٍ وأخطار كبيرة في الوقت ذاته.
وبالحديث عن المنتجات الاستثمارية المرغوب فيها حالياً يمكن القول إن حسابات الادخار المصرفية تحتل الصدارة، تليها المنتجات الخاصة في قطاع العقارات، التي تدر على المستثمرين أرباحاً ثابتة. ويشير محللو أسواق المال السويسرية إلى أن أقل من 30 في المئة من المستثمرين يختارون أسهم الشركات المالية لتحقيق الأرباح. كما أن 20 في المئة من المستثمرين السويسريين يراهنون على صناديق الاستثمار بأشكالها كافة. ويبدو أن معادلة «تجنب الأخطار مهما كان الثمن» هي الشعار الذي يرفعه المستثمرون في هذا الوقت.
ومع أن الاستثمار في المنتجات المصرفية، الخاصة بحسابات التوفير، لا يضمن إلا نحو 0.2 في المئة مردوداً سنوياً، إلا أن السويسريين راضون عن هذه المنتجات حتى اليوم. ويمكن القول إن خمسة في المئة من المستثمرين السويسريين غير راضين عن مردود استثماراتهم.
ويقابل موجة التمرّد هذه نسبة تصل إلى 16 في المئة من المستثمرين الراضين جداً عن مشاريعهم الاستثمارية، الحالية والمستقبلية. كما أن 50 في المئة منهم يعبر عن درجة جيدة من الرضا إزاء مردود استثماراته. يذكر أن نحو 60 في المئة من المستثمرين السويسريين لم يُجر أي تعديل مهم في خططه الاستثمارية في السنوات الأربع الأخيرة.