IMLebanon

الراي: لهذه الأسباب سلّطت طهران الضوء على تزويدها “حزب الله” صواريخ “فاتح 110”


rocket fateh 110 iran hezbollah

لماذا أخرجت ايران ورقة تزويد “حزب الله” بصواريخ استراتيجية متطورة اثناء المحادثات النووية في فيينا؟ وما علاقة “حزب الله” بالمفاوضات؟

تقول مصادر مطلعة لـ “الراي” ان “الولايات المتحدة وشركاءها الاوروبيين طلبوا من الجمهورية الاسلامية في ايران السماح بزيارة المواقع – ليس فقط النووية – بل مصانع التصنيع العسكري ومراقبتها، ولا سيما تلك التي تنتج الصورايخ البالستية العابرة للقارات، وهو ما رفضته ايران جملة وتفصيلاً”.

واعلنت طهران اثناء المحادثات النووية في فيينا انها زودت “حزب الله” بصواريخ “الفاتح 110” من الجيل الثالث المتطور، الذي يستطيع اصابة أي مبنى داخل اسرائيل، ويتمتع بدقة الاصابة التي تراوح بين 5 و 10 امتار فقط، ما يعطي “حزب الله” تفوقاً نوعياً في أي حرب – اذا كانت واردة اصلاً – ضد جيش الدفاع الاسرائيلي.

وكان “حزب الله” يمتلك بضعة صواريخ فقط من “الفاتح 110” ابان حرب الـ 33 يوماً عام 2006، وهي من الجيل الاول الذي يستطيع ان يحمل اكثر من 350 كيلوغراماً من المتفجرات في رأسه الحربي، اما دقة اصابتها فلم تكن تتجاوز الـ 50 – 100 متر، الا ان الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله استطاع عبر حربه النفسية ضد الاسرائيليين ان يهدد بضرب “ما بعد بعد حيفا”، من دون ان يفصح عن عدد الصواريخ التي يملكها، علماً ان اسرائيل كانت تعلم بوجود الفاتح 110 في يد “حزب الله” حينها، وكانت تدرك مدى تأثير ولو حتى صاروخ واحد اذا سقط في خوش دان (تل ابيب)، الامر الذي ارغم اسرائيل على القبول بصيغة “توازن الرعب”، التي فرضها السيد نصرالله في محاولة منها لتجنب ضربات تهز اسرائيل والمنطقة، في حال انقض عليها صاروخ من هذا العيار الذي يستطيع ان يصل الى اي مكان داخل الدولة العبرية.

لم يكن “حزب الله” فقط هو من يملك هذا الصاروخ الايراني المتطور بل انشأت في سوريا مصانع محلية انتجت الصاروخ باسم “أم 600”، والذي يتمتع بدقة اكبر من “الفاتح 110” الذي امتلكه “حزب الله” حينها، وقد انتجت سوريا هذا الصاروخ بقوة تدميرية مختلفة تبعاً للاحتياجات والمسافة المطلوبة، فكلما قصرت المسافة تم تزويد الصاروخ برأس تدميري اكبر تتجاوز حمولته الـ 500 كيلوغرام من المتفجرات، وكلما زادت المسافة قلّت الكمية لتتراوح بين 300 و 350 كيلوغراماً من المتفجرات في الرأس الحربي.

وفي الحالتين كان هذا النوع من الصواريخ لم يسبق ان سقط على اسرائيل منذ وجودها، الامر الذي دفع بالصناعات الحربية الاسرائيلية الى العمل على تطوير صاروخ الاعتراض المعروف بـ Iron Dome الى David›s Sling أو ما يعرف بـ “العصا السحرية”، والذي من المفترض ان يدخل الخدمة في منتصف أو أواخر عام 2015 لاعتراض الصواريخ البالستية الايرانية، او تلك التي يمتلكها “حزب الله” ما دامت تلك الصواريخ تطلق من مسافة تزيد على 40 كيلومتراً في اتجاه اسرائيل.

لم يدخل هذا الصاروخ الاسرائيلي المتطور، والذي تبلغ تكلفته الفردية مليون دولار (لصاروخ الاعتراض الواحد) حيز الخدمة ولا التجربة بعد، في حين ان “حزب الله” وايران يشعران باطمئنان و”راحة بال”.

اذ، يقول “حزب الله” انه “يكفي ان يصل من 20 الى 10 في المئة من آلاف الصواريخ التي نمتلكها وبالدقة المطلوبة لتهتز اسرائيل من شمالها الى جنوبها”.

من هنا، اعلنت ايران الى الملأ وتبعها “حزب الله” في اطار تأكيد المؤكد، ان “الصواريخ المتطورة التي يريد الغرب الاطمئنان الى وجودها أو عدم وجودها في المخازن الايرانية، وصلت الى(حزب الله) وتالياً ليس هناك ما يحتاج الغرب رؤيته خارج نطاق الملف النووي وما تنص عليه المعاهدات الدولية من احترام سيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية. فما تمتلكه ايران من اسلحة استراتيجية وبالستية ومتطورة في منظوماتها الصاروخية لا تعني اي بلد آخر. واذ كانت ايران مستعدة لاعطاء الضمانات والمراقبة المطلوبة لطمأنة العالم بأنها لا ولن تصنع القنبلة النووية حتى ولو امتلكت الخبرة والتقنيات اللازمة لذلك، فانها لن تساوم على سيادتها ومنظوماتها الدفاعية التي تعتبر شأناً داخلياً فقط”، حسب ما أكده مصدر مسؤول لـ “الراي” في معرض تقويمه لبعض جوانب مفاوضات جنيف.

ويشرح المصدر ان “ايران وافقت على تزويد المنظمة الدولية للطاقة الذرية بكل المعامل والمصانع التي تتعلق بالتخصيب النووي فقط، حتى اكثر المصانع سرية واعمقها مثل مفاعل (فوردو) و(ناتانز)، لكنها لن تسمح بدخول موقع (بارشين) العسكري، تالياً فان ايران مستعدة لخفض نسبة التخصيب الى 50 في المئة والمحافظة على 20 في المئة للاغراض العلمية والتجارب التي يوافق عليها لغرض البحوث المتطورة، الا انها لن تقبل بأي اتفاق يتعارض وسيادتها”، ملاحظاً ان “الولايات المتحدة ترغب بتحويل الاتفاق على الملف النووي الى ملف تفاوضي – سياسي يتخطى النووي ليصل الى ملفات المنطقة”.

ويؤكد المصدر لـ “الراي” ان “ايران مستعدة لبحث ملفات المنطقة والحرب على الارهاب خصوصاً ان الولايات المتحدة ادركت ان عداءها للجمهورية الاسلامية على مدى 32 عاماً لم يأت بأي نتيجة، وان الاميركي جلس قرب الايراني ليبحثا قضايا عالمية وقضايا المنطقة، ولقد اوحت الولايات المتحدة لايران، ان الاتفاق السياسي يخدم الاتفاق الامني، ما سيحول التنسيق الى محادثات علنية بين البلدين، ومعها ستضطر الولايات المتحدة الاميركية الى القبول بحلفاء ايران التي تدافع عنهم، مثل الرئيس السوري بشار الاسد، الا ان اميركا تحتاج الى وقت كافٍ لاقناع حلفائها في المنطقة بهذه الحقائق، وهم الذين بدأوا بوعي الخطر الآتي من الارهاب وانه اكثر خطورة من الخلافات والمخاوف الداخلية بين دول المنطقة، خصوصاً ان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يهدد الجميع وانه فقد قدرته على التمدد بعد ان مني بخسائر كبيرة سببتها طائرات اميركا واوروبا والمملكة العربية السعودية والامارات والاردن في السماء والقوات العراقية مدعومة من قياديين من ايران ومن (حزب الله) على الارض، وان ما يحصل اليوم لا علاقة له بـ (الثورة) كما ادعى تنظيم (داعش) عند احتلال الموصل، بل بإرهاب يضرب المنطقة كلها، السني والشيعي وكل الطوائف الاخرى التي عاشت بسلام في ما بينها لعقود طويلة واصبحت اليوم هدفاً لمن يدعي الخلافة ويقطع الرؤوس ويغرر بالشباب”.

و يضيف “إذا كان لإرهاب (داعش) من ايجابية واحدة، فهي كانت في دفع دول المنطقة الى ملاقاة بعضها البعض لجمع قواها، والعمل على التخلص من العدو الحقيقي داخل مجتمعاتها، ما يدفع بالجميع الى تخطي الخوف الوهمي الذي كان الغرب يستخدمه لتفريق المنطقة، وتصوير ايران وكأنها العدو الذي يريد ان يتمدد على حساب المنطقة، ليظهر العدو الحقيقي ويأتي الاميركي ليقنع الجميع بضرورة توحيد الصفوف – بعد ان ساهم بتفريقها هو نفسه – ودعم المجهود لعودة العلاقات الى طبيعتها وهذا جل ما نتمناه”.