IMLebanon

“الشيبس والشوكولا” انعاش للاقتصاد في مناطق “داعش”

da3ech-new
أنعش مقاتلو تنظيم “داعش” الطلب على البضائع الأميركية وأشهر الماركات العالمية من المشروبات الغازية والشوكولا، في الوقت الذي يزداد فيه السوريون والعراقيون في الرقة ودير الزور والموصل فقراً على فقرهم، فيما لم يكن يعرف سكان هذه المدن طيلة العقود الماضية هذه الأنواع من السلع الفارهة التي اعتاد عليها الغربيون.

وبحسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية فإن مقاتلي “داعش”، وأغلبهم من الأجانب القادمين من أوروبا، ما زالوا غير قادرين على الاستغناء عن مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية التي اعتادوا عليها في بلادهم، فضلاً عن أنواع الشيبس الفارهة، والشوكولا النقية المصنوعة في أفخم مصانع بريطانيا، وهو ما أدى إلى انتعاش سوق هذه السلع الغربية، بينما كان السوريون لا يعرفونها أصلاً حتى الأمس القريب.

ويقول التقرير إن آلاف المقاتلين في الصفوف الأمامية يتناولون مشروب الطاقة الشهير “ريد بول” خلال المعارك، وكذلك الشيبس الأميركي “برينغلز”، فضلاً عن الشوكولا البريطانية الشهيرة: مارس وسنكرز وباونتي.

وبفضل هؤلاء المقاتلين الأجانب ارتفع الطلب في مدن “داعش” على هذه السلع الغربية، وأصبحت تلقى رواجاً واسعاً، حيث يقول أحد التجار في مدينة دير الزور السورية إننا “كنا نحلم أن نبيع شيئاً من ذلك في السابق”، بينما الآن يلقى رواجاً كبيراً، مشيراً إلى أن “شوكولا سنكرز وباونتي هي المفضلة لدى المقاتلين، إضافة إلى البيرة من دون كحول”.

ويفيد تاجر ملابس في مدينة الرقة “الاقتصاد في مناطق داعش يقوده المقاتلون الأجانب، وكل شيء آخر يساوي صفرا”، مشيرا الى ان”هذه الشوكولا والشيبس وغيرها من السلع الفارهة لم نكن نعرفها، لكن ما دام المقاتلون يطلبونها فقد طلبناها من المزودين وقمنا بتأمينها لهم من دون أية أسئلة”، مشيراً إلى أن “مقاتلي داعش يشترون الشوكولا والشيبس الأجنبي بالصناديق من أجل حملها معهم إلى الصفوف الأولى خلال المعارك”.

ويبلغ ثمن العلبة الواحدة من مشروب الطاقة “ريد بول” في مدينة الرقة السورية نحو 250 ليرة 1.5) دولار أميركي)، أما في مدينة دير الزور فعلبة الشيبس الأميركي “برنغلز” فتباع بــ5.5 دولار، وذلك في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط دخل الفرد السوري في تلك المناطق أقل من 3 دولارات يومياً، ما يعني أن دخل الفرد السوري لا يكفي لشراء نصف علبة من الشيبس الذي يأكله مقاتلو “داعش”.

وتشير المعلومات المتوفرة في مناطق “داعش” الى إن رجال أعمال وتجارا كبارا يقومون بشراء هذه السلع الغربية المستوردة من تركيا أو المناطق التي يسيطر عليها النظام، ومن ثم يقومون بتوريدها إلى مناطق “داعش”، وبيعها هناك بعد تحقيق أرباح كبيرة.

مقاتلو “داعش” يتقاضون رواتب أساسية تتجاوز في المتوسط 215 دولاراً في الشهر، فضلاً عن البدلات والحوافز والمكافآت، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف ما يتقاضاه المواطن السوري العادي.