أكد رئيس الحكومة تمام سلام، بعد لقائه رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشال في بروكسل، أنّ “لبنان يمر حالياً بمرحلة دقيقة بسبب التحديات التي يواجهها، ومنها الوضع الاقليمي المأزوم الذي يشكل ضغطاً كبيراً على الامن والاستقرار في لبنان، بما في ذلك ملف النازحين السوريين الموجودين في لبنان على خلفية الأزمة السورية، ما يشكل تحدياً امنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. ويضاف اليه تحدي الارهاب الذي يواجهه الجيش اللبناني يومياً، وهو ما يوجب دعم هذه المؤسسة الوطنية وسائر الأجهزة الأمنية التي تواجه بشجاعة آفة الإرهاب”، مشدّداً على أنّ “لبنان يشكل نموذجاً للاعتدال والعيش الواحد”.
وكان سلام رأى، في تصريح لدى وصوله إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، أنّ “الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” مفيد للبلد، فالجميع يقر بأنّ المشاكل تحل عبر الحوار الذي هو ضروري بين القوى السياسية، لأنّ غيابه يوصلنا إلى كثير من المشاكل والعقد”.
وتمنى أن “يكون الانفراج اليوم بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، والذي يسعى الى إدارته الرئيس نبيه بري، خيراً للبلد”، وقال: “طبعاً الأمر لا يتم بين ليلة وضحاها، ومن المؤكد أنّه سيتم فيه البحث في العمق في موضوع الانتخابات الرئاسية والنيابية والأمور التي يمكن أن تعيد لبنان إلى السكة الصحيحة في اتجاه مزيد من المناعة، علماً أنّ الحكومة تواكب هذا الأمر، فحكومة المصلحة الوطنية لديها هذا التوجه السياسي”.
وفي موضوع العسكريين المخطوفين، أوضح أنّ “هناك متابعة حثيثة للأمر، ولكن كما قلنا في البداية الموضوع ليس بسيطاً، وملابساته غير بسيطة أيضاً. إن شاء الله نتمكن من تحقيق تقدم، لكن الامر صعب”.
واعتبر سلام رداً على سؤال عن تمكن أحد الأطراف من تحرير أسير لديه، أنّه “لا تجوز المقارنة بين حال فريدة يتيمة والعدد الكبير من العسكريين اللبنانيين المحتجزين من جهتين مختلفتين، وكل الملابسات التي تحيط بهذا الموضوع. فالمقارنة غير واردة، ولكن في المقابل السعي الحثيث الى تحقيق تقدم هو مطلب الجميع، ونحن نحاول فيه جهدنا”.
وعن “كثرة الطهاة” في موضوع المخطوفين والتضارب في الوساطات، لفت الى أنّ “هذا الموضوع يأخذ مداه، وهو أمر طبيعي. هناك خاطفون لا يوفرون وسيلة للتشكيك والإثارة والتهويل، وهناك أهال يخضعون للكلام الذي يأتي من جهة الخاطفين، ويحاولون فيه إثارة لوعتهم، وعلى الجميع أن يتفهموا ذلك”.
وأضاف سلام: “نحن لا نوفر سبيلاً للتفاوض، ولا نحبذ أيضاً فوضى في التفاوض، ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي توفير أيّ فرصة أو وسيلة داخلياً أو خارجياً للتوصل الى شيء في هذا الإطار”.
ورداً على سؤال عن دعم لبنان لتحمل عبء اللاجئين، قال سلام: “موقفنا واضح، وقد تمكنا من أن نطرح ونقنع ويحصل تبن لضرورة دعم المجتمع المضيف، ولدينا خطة طريق لذلك ومجموعة مشاريع غير المؤسسات الرسمية في ما يتعلق بالبنى التحتية اللبنانية وحاجات المواطن اللبناني وحاجات وسائل الخدمة اللبنانية من مستشفيات ومحروقات وكهرباء وماء لتوفير مستلزمات احتضان مليون ونصف مليون نازح”.
إلى ذلك، أوضح سلام أنّ زيارته للاتحاد الأوروبي هي لتوطيد العلاقة مع الاتحاد “الذي يعبر دائماً عن رغبته في مواكبة لبنان في حاجاته على المستوى السياسي الإنساني والإنمائي، ولوقوفه الى جانب لبنان والعرب”، معلناً عن “توقيع اتفاق مع الإتحاد الأوروبي بقيمة 135 مليون يورو”.