صدر عن الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، دراستان اقتصاديتان تحمل الأولى عنوان “نظرة مشارفة على اقتصاد دول مجلس التعاون للخليج العربي 2013 – 2014″، أما الدراسة الثانية فتلقي الضوء على واقع الغذاء في العالم العربي وجاءت بعنوان “نحو مقاربة جديدة لتحقيق الأمن الغذائي العربي”.
وتتناول الدراسة الأولى “نظرة مشارفة على اقتصاد دول مجلس التعاون للخليج العربي 2013 – 2014″، التطورات الاقتصادية في دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك المقومات المشتركة والمميزات النسبية لكل منها، من حيث الأداء الاقتصادي القوي ومعدلات النمو المتنامية، ومميزات الثروة البشرية والقوى العاملة، والطاقات الواعدة في قطاع النفط. كما تستعرض الدراسة الفرص والمشروعات الجديدة التي باتت تشكل قبلة أنظار الاقتصاد العالمي نظرا لحجمها وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على التنمية والاستثمار في إطار المشروع التكاملي لدول المجلس نفسها، كما في إطار تكاملها مع العالم العربي والدولي.
ومن المتوقع بحسب هذه الدراسة، أن تحقق هذه الدول مجتمعة معدل نمو اقتصادي يصل إلى 4.2 في المائة مع نهاية العام الحالي 2014، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 1.7 تريليون دولار، مقارنة مع 1.65 تريليون دولار عام 2013.
وتلقي الدراسة الضوء، على أبرز تطورات النمو الاقتصادي لكل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، والخصائص السكانية فيها، والمؤشرات النفطية القطرية، والمجالات الاستثمارية المتاحة في إطار الفرص والمشروعات الجديدة المزمع تنفيذها، بالإضافة إلى استعراض وتحليل الصعوبات البنيوية التي يعكف على تجاوزها، والآفاق الواعدة والمنشودة المنتظرة للتكامل على المستويين الإقليمي والعربي.
أما في ما يتعلق بالدراسة الثانية “نحو مقاربة جديدة لتحقيق الأمن الغذائي العربي”، فتسلط هذه الدراسة الضوء، على أبرز التحديات التي يواجهها العالم العربي على صعيد الأمن الغذائي، خصوصا في ظل تزايد عدد الذين يعانون من سوء التغذية في العالم العربي على نحو مقلق، ووصوله عند نسبة تقارب الـ 10 في المائة من السكان، أي حوالي 46 مليون نسمة منهم 25 في المائة من الأطفال.
وتشير الدراسة، إلى أن نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع وسوء التغذية في مصر يقدر بنحو 21 مليون إنسان، أي نحو 25.2 في المائة من إجمالي عدد السكان. بينما ترتفع هذه النسبة إلى أعلى من ذلك في اليمن، حيث تبلغ نحو 44 في المائة، مقارنة مع 32 في المائة عام 2009، مع العلم أن اليمن يحتوي على أعلى المراتب بالنسبة إلى مستويات سوء التغذية في العالم بين الأطفال، والذين يقارب عددهم نصف عدد الأطفال ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات، أي نحو المليونين من الأطفال، كذلك تظهر الدراسة وجود أكثر من نحو 6 مليون إنسان في سوريا يعانون من الجوع وسوء التغذية والتشرد.
وتظهر الدراسة، وجود معدلات مقلقة من الذين يعانون من سوء التغذية في عدة دول عربية أخرى، حيث تصل نسبتهم إلى إجمالي عدد السكان على سبيل المثال 26 في المائة في العراق، و25 في المائة في موريتانيا، و20 في المائة في جيبوتي.