أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع انه “في المبدأ مع اي حوار، وخصوصا بين السنة والشيعة في لبنان، انطلاقا من الاوضاع الملتهبة في المنطقة والتي تجعل التواصل بين تيار المستقبل وحزب الله ضروريا، اقله لتخفيف الاحتقان المذهبي. أما في ما يتعلق بأبعد من ذلك، فأنا فهمت ان القضايا الجوهرية المتصلة بأمننا القومي وبطريقة إدارة الامور في لبنان لن تكون موضع حوار حاليا، وهذه نقطة ضعف، لان التحدي الحقيقي هو في مقاربة الإشكاليات العميقة التي تشكل مادة انقسام داخلي حاد”.
جعجع، وفي تصريح لصحيفة “السفير”، شدد على انه يتمتع بالمرونة الكافية للتحاور مع الآخر، “وقد أثبتت تجربتنا مع الرئيس نبيه بري ان بالامكان من خلال النقاش التوصل الى مكان مشترك، لان هناك إمكانية للأخذ والرد بيننا وبين الرئيس بري”.
واضاف: “إذا توافرت لدى حزب الله نية فعلية للتطرق الى المسائل الخلافية الجوهرية ومناقشتها بجدية، على قاعدة ان يحاول كل منا التقدم خطوة في اتجاه الآخر سعيا الى التلاقي في منتصف الطريق، فنحن جاهزون للحوار، سواء كان ثنائيا او ثلاثيا بين “حزب الله” والمستقبل والقوات”.
وكشف عن ان “الرئيس سعد الحريري سيطرح على السيد حسن نصر الله، عبر الحوار حول الملف الرئاسي، الخيارين الآتيين: إما النزول الى مجلس النواب للمشاركة في الجلسة الانتخابية المقبلة على قاعدة ان لـ14 آذار مرشحها ولـ8 آذار مرشحها ولنترك للعبة الديموقراطية ان تأخذ مجراها الطبيعي، وإما التوافق على مبدأ الرئيس التوافقي، وهذا يقتضي لاحقا ان يتفاوض كل طرف مع حلفائه المسيحيين على اسم ثالث يكون مقبولا من الجميع، انطلاقا من ان القوى المسيحية الاساسية هي شريكة حتمية في الطبخة الرئاسية”.
وعن رأيه بمبادرة عون، اشار جعجع الى انه يؤيد جوهر هذا الاقتراح أكثر من عون نفسه، “لكن طريقة تنفيذه لا يمكن ان تتم بالطريقة التي اقترحها الجنرال، لانه ليس منطقيا ان نضع فيتو على اي اسم، او ان نُلزم الكتل النيابية مسبقا بالتصويت لواحد من اثنين حصرا. إلا ان ما نستطيع فعله انا وعون هو ان ننزل الى الجلسة الانتخابية المقبلة، وأعتقد انني سأحصل على أكثر من 50 صوتا وهو سيحصل على أكثر من 50 صوتا، فيما سينال أي مرشح آخر عددا هزيلا من الاصوات”.
واعتبر ان “طريقة تصرف عون حتى الآن هي التي تضع الاقوياء الاربعة خارج المعادلة وتدفع الى البحث في خيار الرئيس التوافقي. بينما لو تخلى الجنرال عن مقاطعته وشارك في جلسة الانتخاب المقبلة، لكانت فرص وصول أحدنا الى الرئاسة أكبر مما هي عليه الآن”.
واوضح جعجع: “للعلم.. لسنا نحن فقط الذين نعارض عون، إذ ان البعض في فريق 8 آذار قال صراحة امام جهة ثالثة: إذا ضاقت الخيارات، وأصبح علينا في لحظة الحقيقة ان نختار بين عون وجعجع، فاننا لا نصوت لعون!”، وتابع: “أما الرئيس القوي الحقيقي، فهو بالدرجة الاولى صاحب الشخصية المتزنة والعاقلة والذي يعرف كيف يخطط ويقرر”.
ولفت رئيس “القوات” الانتباه الى ان الصفة التمثيلية ضرورية، “لكنها ليست كافية وحدها، بل يجب ان تواكبها الشروط التي أشرت اليها.. وهذا هتلر، ألم يكن رئيسا قويا يمثل الاكثرية الساحقة من الشعب الألماني؟ ماذا فعل، لقد دمر ألمانيا؟”.
واشار جعجع الى انه لا يرى رئيسا في الافق، مستندا الى “معادلة واضحة، وهي ان عون يخوض معركته الاخيرة في حياته السياسية، وحزب الله ليس منزعجا في المبدأ من عدم وجود رئيس للجمهورية وليس مستعدا لخسارة الجنرال من أجل انتخاب رئيس، وبالتالي فان المبادرة أصبحت في الرابية التي ينبغي ان يخرج منها قرار شجاع، لوقف الدوران في الحلقة المفرغة”.
وردا على إعلان الرئيس أمين الجميل عن انه مرشح “14 آذار” أيضا، اجاب : انه بالمعنى الفلسفي مرشح بـ”القوة”.
واكد جعجع ان “ما حصل رد المجلس الدستوري الطعن المقدم من “التيار الوطني الحر” في قانون التمديد لمجلس النواب أنصف القوات وأعطاها الحق في ما ذهبت اليه من تأييد لخيار التمديد”، مشيرا الى ان “الاسباب الموجبة التي استند اليها المجلس في رد الطعن هي ذاتها التي جعلتنا نغير موقفنا في اللحظة الاخيرة من رفض التمديد الى دعمه مكرهين، مع الاشارة الى ان عون ممثل في المجلس الدستوري بعدما خاض معركة داحس والغبراء حتى أتى الى عضوية المجلس بمن هو مقرب منه، ومع ذلك صدر القرار بإجماع الأعضاء”.
واستغرب استمرار التخبط الرسمي في معالجة الملف منذ أشهر، مشددا على ان هذا الواقع لا يجوز.. “لقد اصبحنا كلنا أسرى”.