IMLebanon

المصارف توظّف التكنولوجيا للإمساك بالمتداولين المارقين

BankMoneyDigitalDOllar
تريسي ألووي وكارا سكانيل

احذروا أيها المصرفيون – شركات البيانات الكبيرة تراقبكم. فضائح التداول دفعت المصارف الكبيرة إلى التحول إلى التكنولوجيا الجديدة ومصادر البيانات في الوقت الذي تسعى فيها إلى تشديد القبضة على السلوك المخالف للقانون الذي يمكن أن يتورط فيه موظفوها.

المؤسسات المالية تتحرك بشكل متزايد إلى ما وراء استخدام أنظمة الالتزام التقليدية، التي تركز على مراقبة الاتصالات الإلكترونية وأسعار التعاملات، وأخذت تستخدم أحدث برامج المراقبة، في الوقت الذي تسعى فيه، متقدمة خطوة واحدة، على المصرفيين والمتداولين المراوغين.

مسعى المصارف لإدماج العلوم السلوكية ومصادر البيانات الجديدة يأتي بعد أن ساهم تحليل الرسائل الإلكترونية في مساعدة الأجهزة التنظيمية في الإيقاع بالمصرفيين المتهمين بالتلاعب في أسعار الفائدة على القروض بين المصارف وأسعار صرف العملات الأجنبية. وأدى هذا السلوك إلى أن تدفع المصارف مليارات الدولارات على شكل غرامات وتسويات.

ما يقلق المصارف الآن هو أن الموظفين ربما يلجأون إلى النشاط السري من أجل الانخراط في السلوك غير الشرعي، وهو ما يستثير سباقا داخليا في الوقت الذي يسعى فيه مسؤولو الالتزام باستئصال المخالفات من موظفي “الإدارة الرئيسية”.

يقول مايكل أوبرايان، الرئيس العالمي في سمارتس بروكر، الشركة المختصة بمراقبة سلوك سوق ناسداك: “ولت إلى حد كبير الأيام التي كان فيها المتداولون يقولون أشياء غبية فعلا، ثم يمسَك بهم عن طريق برنامج الالتقاط”.

كانت المصارف تخشى منذ فترة طويلة أن يحاول موظفوها التحول إلى الهواتف الجوالة الشخصية، أو منصات وسائل الإعلام الاجتماعية، مثل سناب تشات أو فيسبوك، حتى يتجنبوا أن تخضع اتصالاتهم الخاصة بالعمل للمراقبة من قبل أنظمة الالتزام.

ومن أجل التصدي لهذا النوع من المخاطر، تقارن بعض دوائر الالتزام في الشركات أداء الموظفين بمؤشر مرجعي يقيس الاستخدام المتوسط للاتصالات الداخلية – في محاولة للكشف عن حالات التباين بين ربحيتهم وعدد الرسائل التي ترسَل إلى العملاء.

يقول فارون ميهتا، نائب الرئيس للشؤون القانونية وحلول الالتزام في مجموعة كلاتش: “إذا كان المتداول العادي يسجل أداء المؤشر المرجعي نفسه، أو أفضل من زملائه على مكاتبهم، لكن كان حجم الرسائل الذي يرسلونه في رسائلهم الداخلية أقل بكثير، فهذه علامة مثيرة للشبهة. فهل هم يستخدمون هواتف جوالة مؤقتة ثم يتخلصون منها بعد ذلك، أم يستخدمون شيئا آخر؟”.

من أجل مكافحة الهواتف الشخصية، تعمل المصارف أيضا على الحد من استعمال الهاتف الجوال على منصات التداول وتقصر استخدامه على ترددات معينة يمكن مراقبتها. بيانات البطاقات الأساسية ومعلومات الموارد البشرية يمكن فحصها للتأكد من أن المصرفيين والمتداولين لا يأخذون “فترات راحة للتدخين” تزيد عن الحد المعقول، كما يقول ميهتا.

المراقبة المتزايدة باستخدام التكنولوجيا العالية للمصرفيين والمتداولين تثير قضايا قانونية مع المؤسسات المالية، خصوصا في أوروبا حيث المصارف ربما تعاني في سبيل التوفيق بين متطلبات الالتزام الثقيلة وبين قوانين الخصوصية المحلية.

يقول ميهتا: “هذه روح العصر. سيكون الكل تحت المراقبة”.

تحليل الاتصالات – إلى جانب تحليل التعاملات، الذي لا يزال الشكل المهيمن لمراقبة الالتزام – يصبح أكثر تعقيدا وتطورا أيضا، حيث يتم استخدام الخوارزميات والذكاء الاصطناعي للتعرف على أنماط الكلام وشبكات الاتصالات، في مقابل مجرد التقاط كلمات أساسية.

بيل نوزال، رئيس تطوير المنتجات في سمارتس، يقول إنه كان من غير المرجح أن يستخدم المتداولون عبارات مكشوفة مثل “آن الأوان لإنشاء حلقتنا الخاصة للتداول بناء على معلومات داخلية، أو للتلاعب في إحدى الأسواق. وهذا هو السبب في أنه أحيانا يكون من الأفضل القيام بأعمال الربط بين الاتصالات التي تربط بينهم وبين التداول غير الطبيعي.”

وفقا للمحللين، الأساس في هذه العملية هو إحضار كبار المتداولين أو المصرفيين السابقين إلى وظيفة الالتزام من أجل المساعدة في التعرف على استراتيجيات أو أنماط غير عادية من النوع الذي يمكن استخدامه ضمن النظام.

يقول أحد المحامين في أحد المصارف الأمريكية الكبيرة: “في أحيان كثيرة ما يقوله شخص ما لا يعني أي شيء. وهو لن يعني أي شيء إلا حين تدقق النظر في التداول”. ويضيف: “الشيء الذي يسعى وراءه الجميع هو المزاوجة بين مراقبة الاتصالات وبين مراقبة التداولات. إذا كان شخص ما عازما فعلا على شيء غير قانوني، فإن هذا يجعل اكتشاف الأمر أصعب كثيرا”.

فونتيك، وهي شركة برامج إسبانية تعمل في تحليل الاتصالات الصوتية والمكتوبة، تم إطلاقها في الولايات المتحدة هذا العام، تستخدم برامجها – التي يستخدمها مصرفا بي بي إف إيه وسانتاندر – تكنولوجيا التعرف على العبارات في الوقت الحقيقي، في مقابل تحليل النسخ المكتوبة للمحادثات، وهي قادرة على إبراز الكلمات والعبارات المرتبطة من أجل توسيع قدراتها في البحث.

مثلا، إذا كان أحد المصارف يحاول التعرف على متداولين يتحدثون عن الموز، بإمكانه استخدام البرنامج للبحث ليس فقط عن كلمة “موز”، وإنما أيضا عن كلمات مثل “أصفر” و”طويل” و”فاكهة” و”قرد”.

الرسالة واضحة إلى المتداولين المحتالين: المصارف تركز المزيد من الأضواء الكاشفة القوية على أعمالكم.