Site icon IMLebanon

النشطاء البيئيون وجماعات الضغط في العالم يلاحقون شركات النفط الكبرى

WorldOIl
ستيفن فولي

نداء إلى جميع المساهمين. ذهبت الرسالة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية وأطلت برأسها في صناديق الوارد في البريد الإلكتروني الخاصة بالمساهمين حول العالم: “تحالف في المملكة المتحدة يضم مالكي الأصول ومديري صناديق الأموال، يبحث عن مشاركين في تقديم طلبات بخصوص مقترحات المساهمين، التي يجب أن تودع في الاجتماعات السنوية العامة لكل من شل وبريتش بتروليوم”.

العمل الذي سيبلغ ذروته على شكل منازلات في اجتماعات المساهمين في كثير من أكبر شركات النفط العالمية في الربيع المقبل، بدأ الآن بين جماعات المساهمين الذين يرجون أن يدفعوا موضوع التغيرات المناخية إلى أعلى أجندة الشركات.

إنه إحدى الشعائر السنوية بالنسبة لجماعات الضغط الكثيرة التي ترجو أن تستخدم حصصها في شركات النفط الكبرى من أجل إحداث تغييرات لا يقدر عليها الشباب الذين يتظاهرون باللافتات خارج الاجتماع السنوي للجمعية العمومية.

لكن هذا العام هناك تساؤلات من جميع الأطراف حول عمل هذه الجماعات. هناك حركة صغيرة بدأت في الكليات، وهي تجادل بأن بإمكان المساهمين ببساطة تحويل مقتنياتهم في شركات النفط الكبرى وما يرتبط بها من صناعات، بحيث يحرمون هذه الشركات من رأس المال. وتقوم دعواهم على أن موقفهم سيكون أقوى ما يمكن، ليس حين يتحدث المال، وإنما حين يبتعد عن الشركات.

لدى كل من برتيش بتروليوم وشل مواعيد نهائية في منتصف كانون الأول (ديسمبر) لتقديم اقتراحات وطلبات المساهمين، لكي تعرض في الاجتماع السنوي، وتتطلب القواعد البريطانية أن يشترك 100 مساهم في تقديم الطلبات. وستسعى المقترحات المقدمة من منتدى صندوق التقاعد للسلطة المحلية، التي أصدرت في الأسبوع الماضي “نداء إلى جميع المساهمين”، إلى الضغط على الشركتين لدراسة ما إذا كانت أعمالهما تتمتع “بالمتانة الاستراتيجية لعام 2035”.

تتبع الشركات البريطانية النهج الأمريكي، حيث تقديم مقترحات المساهمين أسهل كثيرا. وفي الواقع بلغ من السهولة حدا جعل المنتقدين يقولون إن الاجتماعات السنوية أصبحت مثالا لطغيان الأقلية.

على جانبي الأطلسي، أهداف المساهمين الناشطين واحدة. فهم يريدون المزيد من المعلومات حول الأثر البيئي الذي ينتج عن أعمال الشركتين، ويريدون من الإدارة أن تنظر في التحول إلى أعمال أكثر قابلية للاستدامة. ويقوم منطقهم على أنه في الوقت الذي ترتفع فيه حرارة الكوكب، ستتخذ الحكومات إجراءات ضد استخدام أنواع الوقود الأحفوري، وربما يتمرد عليهم الرأي العام حتى قبل ذلك. بالتالي، التخطيط لمستقبل ما بعد الكربون لا يعدو كونه إدارة حصيفة للمخاطر.

في الولايات المتحدة، شركات النفط هي أكبر أهداف المقترحات من المساهمين المعترضين. واضطرت إكسون موبيل وشيفرون إلى قبول 136 طلبا للاقتراحات في اجتماعهما لعام 2007، ما استدعى أن يقوم المحامون والمديرون بإعداد دفوع ضد كل واحدة من هذه المقترحات. في إكسون كان معدل القبول 22 في المائة فقط، وفي تحليل لـ “فاينانشيال تايمز” في وقت مبكر من هذا العام لم تتبين أية علامة على وجود مقترحات بيئية قادرة على الحصول على تأييد متزايد من أكبر المساهمين المؤسسين الذين يستطيعون فعلا تغيير نتيجة الأصوات.

يقول بعض الناشطين إنهم يحققون مزيدا من التقدم من التهديد بتقديم المقترحات أكثر من المقترحات نفسها، وهو ما يجعلهم يفوزون بإفصاحات جديدة حول الممارسات والاستراتيجية البيئية مقابل التنازل عن حملتهم.

وبالتالي تواصل المقترحات الظهور. في الأسبوع الماضي، تحالُف الولايات الثلاث من أجل الاستثمار المسؤول، الذي يمثل المنظمات الدينية في شمال شرقي الولايات المتحدة وغيرها من المنظمات، قدم طلبا للتصويت في اجتماع إكسون المقبل، وهو طلب إن تمت الموافقة عليه فسيطلب من الشركة أن تحدد أهدافا لانبعاثات الكربون، وأن تضع خطة لتحقيق التخفيضات.

والطلبات تزحف كل سنة؛ من طلبات التقارير حول قابلية الاستدامة التي كانت قبل عقد، إلى طلبات اليوم المتمثلة في استراتيجيات “إدارة المخاطر” في عالم يختزل منه الكربون. مع ذلك يمكن القول إن الصناعة تواصل خطواتها فقط من خلال التنظيم الحكومي والرأي العام، بدلا من القفز قبلهما. هناك جبهة جديدة فتحت في السنوات الأخيرة، وهي مقترحات المساهمين التي تحاول كشف النقاب عن عمليات الضغط التي تقوم بها الشركات عن طريق منظمات الصناعة التي هي، خصوصا في الولايات المتحدة، أكثر الجهات نشاطا في الدفاع عن أنواع الوقود الأحفوري.

ومن بين براثن التقدم التدريجي فقط، تنمو حركة التنويع بعيدا عن الشركات.

ليس هناك دليل يذكر على أن جهود الابتعاد والتنويع تؤثر في أسعار الأسهم، وليس هناك دليل يشير إلى أن أكبر المساهمين المؤسسين يريدون تقييد خياراتهم الاستثمارية على النحو الذي يرجوه المدافعون عن البيئة، ليست هناك أية فرصة في أن الصناديق التي تتابع المؤشرات والتي تهيمن على السوق تستطيع أن تبيع مقتنياتها من أسهم إكسون، ثاني أكبر شركة في العالم.

الأمل الوحيد أمام الحركة هو أنها ربما تؤثر في الرأي العام، بطريقة لا يقدر عليها أبدا أنصار منهج الزحف التدريجي الذي يأتي على شكل مقترحات المساهمين.

لكن هناك احتمال كبير أن تعمل طريقتهم على إضعاف وتثبيط همة المساهمين الناشطين أكثر مما تضعف الشركات أنفسها.