في مقال بعنوان “أسرار مخزية لمديري الصناديق النشطين” (“الاقتصادية” 29 تشرين الثاني (نوفمبر)، كتبت عن الوجود المستمر المُحيّر للصناديق التي تدّعي أنها تدار على طريقة الصناديق النشطة، والتي تتقاضى الرسوم على اعتبار أنها صناديق نشطة، لكن كل ما تفعله هو أنها تتعقب أحد المؤشرات.
لقد ذكرت مقياسا بسيطا يطلق عليه اسم الأسهم النشطة AS يمكن أن ينبئنا في لمحة ما إذا كان أي مدير صندوق يقوم باختيار الأسهم على النحو الذي يجعلنا سعداء لدفع المال من أجلها. وطلبتُ من القراء إرسال الاقتراحات لمن يقوم بالتطبيق العملي للنظرية، وكان الرد ساحقا تقريبا.
أرسل لي القراء مجموعة أبحاث، تعرف باسم “الأوراق البيضاء” حول الموضوع؛ وأرسلوا قوائمهم الخاصة بالمشاكل مع الأسهم النشطة؛ وقوائم معاييرهم لاختيار الصناديق؛ وقوائم الصناديق التي يتعاملون معها، وبعض الاقتراحات لتدابير بديلة عن مقياس الأسهم النشطة.
وكان هناك بعض المراوغة مع البيانات وعدة دعوات لطيفة لمناقشة الأمر أكثر أثناء تناول الغداء أو القهوة أو العشاء (مع الأسف، لا أستطيع قبول كل تلك الدعوات، لكن ستكونون قريبا قادرين على المزاودة لتناول وجبة الغداء معي في المزاد الخيري السنوي لـ “فاينانشيال تايمز”).
الشيء الوحيد الذي لم يقم أحد بإرساله هو أي دفاع على الإطلاق عن صناعة تتابع مؤشرات الأسهم في البلاد. هذا الأمر مثير للاهتمام في حد ذاته. لكن لا أحد، كما يبدو، على استعداد للدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه.
نأتي الآن إلى ردود القراء. ويل لو، الذي يعمل الآن في “نيكو لإدارة الأصول”، أرسل لي ورقة بحث ماتعة كتبها عندما كان يعمل في شراكة استثمار الأرامل الاسكتلندية، التي تدعم البحث الذي ذكرته الأسبوع الماضي.
مكتوب بحزم عبارة “أن لا يتم توزيعها على الجمهور” في أسفل صفحة العنوان، لكن بما أن من الواضح أن قرّاء “فاينانشيال تايمز” ليسوا جمهورا عاديا، أعتقد أن بالإمكان تمرير الأجزاء الرئيسة من البحث إليكم.
وفقا للبحث الذي كتبه لو، تملك أفضل الصناديق مقياسا عاليا للأسهم النشطة (لذلك فإن 90 في المائة من المحفظة يختلف عن المؤشر) لكن لا يوجد الكثير من التركيز على أي قطاع أو عملة أو سلعة معينة. بهذه الطريقة، تأتي العوائد من اختيار الأسهم الجيد وليس من اتخاذ “عامل المجازفة”.
أشار لو، ومعه كثير من القرّاء الآخرين، إلى مشاكل المؤشر المرجعي: إذا كان المؤشر في غير محلّه في المقام الأول أو كانت المحفظة تختلف اختلافا كبيرا في توزيع الأصول للمؤشر، فإن فكرة الأسهم النشطة يمكن أن تكون بلا معنى.
بإمكانك، مثلا، الحصول على مقياس عال جدا للأسهم النشطة، لكن قد لا يزال يكون سلبيا تماما حين تقارنه بمؤشر فاينانشيال تايمز 100 إلا إذا قمت بتقسيم محفظتك بين أسهم الشركات المدرجة على مؤشر فاينانشيال تايمز 250 وأحد صناديق السندات. ومن الذي يحتاج إلى ذلك؟
عموما يبدو أن هناك خمسة أسئلة ينبغي أن نسألها عن أي صندوق. هل يملك مقياسا عاليا للأسهم النشطة (على الأقل 80 في المائة، ويفضّل 90)؟ هل يعمل على الحد من مخاطره في اختيار الأسهم؟ هل مؤشرة الأساسي هو المؤشر الصحيح؟ هل الرسوم في المستوى الصحيح؟ هل يملك المديرون فيه سجلا قياسيا في الأداء الجيد (خمسة أعوام على الأقل)؟ الجواب على كل هذه الأسئلة ينبغي أن يكون نعم.
نعود إلى توصيات الصناديق. هذه بعض التوصيات التي وجدتها، وبعضها وجدها القراء، وبعضها وضعه مديرون يقرأون هذه المقالة (أو موظفو العلاقات العامة الذين يدفعون لهم لقراءتها).
في البداية هناك “صندوق فاندسميث” Fundsmith، مؤسسه هو أيضا كاتب عمود في FTMoney. لقد كان الأداء قويا منذ الإطلاق (على الرغم من أنه لا يملك بعد خمسة أعوام من تاريخ الأداء الجيد) ويبدو أنه يُعجب القرّاء. مقياس الأسهم النشطة للصندوق في منتصف التسعينات.
التالي هو صندوق ماجنا لأرباح أسهم الأسواق الناشئةMagna Emerging Markets Dividend، الذي يأتي بمقياس الأسهم النشطة البالغ 91.5 في المائة مع تفوّق ممتاز في الأداء منذ الإطلاق قبل أربعة أعوام. بعد ذلك تأتي تقريبا جميع الصناديق التي تُديرها “جينيس”. لقد ذكرت هنا من قبل كلا من صندوق Equity Income وصندوقGlobal Innovators Funds. هذان الصندوقان لا يملكان رقما قياسيا طويلا للأداء، لكن تجد هذا واضحا بشكل جيد في الرسوم التمهيدية المنخفضة جدا البالغة 0.25 في المائة. ويجدر القول أيضا أن كلا الصندوقين يملك مقياس أسهم نشطة يبلغ أكثر من 94 في المائة. الشيء نفسه ينطبق على أي شيء تقريبا من شركة Baillie Gifford (توضيح: أنا عضو غير تنفيذي في واحد من صناديق الاستثمار التي تُديرها، والذي يملك مقياسا رائعا للأسهم النشطة يبلغ 94 في المائة).
تدير مجموعة هيرمس أيضا مجموعة من صناديق الأسهم، التي تملك تصنيفات مقياس الأسهم الفعالة ويبلغ أكثر من 80 في المائة وجميعها تفوقت على مؤشراتها بشكل جيد.
التالي صندوق من شركة متخصصة صغيرة، هوEverlode Income. وهذا يملك مقياسا للأسهم النشطة أقل بقليل بنسبة 76 في المائة، لكنه لا يزال صغيرا وقد حقق أداء جيدا على مدى الأعوام الخمسة الماضية ويأتي مع رسوم (0.75 في المائة) يبدو أنها معقولة.
هناك اقتراحات أخرى للنظر إليها تشمل صندوق Discretionary Unit Trust الذي يُديره سايمون نوت، وصندوق Thistledown Income Fund، وصندوق Heronbridge UK Equity.
وأخيرا نذكر الصناديق. طبقات الرسوم هنا تبدو عالية فوق الحد بالنسبة لي على نحو لا يمكنني أن أتحمله. لكن سايمون إيفان كوك من Premier لإدارة الأصول، الذي قام ببعض الأبحاث التي أشرت إليها الأسبوع الماضي، يُشير إلى أن كثيرا من أفضل الصناديق (تلك التي تملك مقياسا عاليا للأسهم النشطة ورقما قياسيا في الأداء الجيد) قد تم إغلاقها ـ المديرون، رغبة منهم في البقاء نشطين إلى حد معقول، لا يأخذون مزيدا من الأموال.
هذا يعني أن المستثمرين العاديين لا يمكنهم الوصول إلى أمثال صندوقPruisk Asian Equity Income ما لم يقوموا بشراء حصة في صندوق أموال يحتفظ به بالفعل. بطبيعة الحال يعتقد إيفان كوك أن عليكم شراء صندوقه لتحقيق ذلك.
سأكون أكثر اقتناعا بسهولة لو أن الصناديق التي يشرف عليها عدة مديرين لديها مقتنيات أقل. لكن مع ذلك يظل لزاما علي أن أقول للقراء إن صندوقهPremier Worldwide Growth ظل يتفوق في الأداء على مؤشره (بعد اقتطاع الرسوم) منذ 2010.
أخيرا هناك كلمة حول الأسهم النشطة في أي صندوق معين. كما ذكرت جوديث إيفانز، فإن كثيرا من شركات إدارة الصناديق وشركات التوزيع تقول إنها ستكون سعيدة في إدماج الأسهم النشطة في نشراتها الترويجية أو وظائف البحث لديها. سوف نرى. في هذه الأثناء إذا أردتَ أن تعرف الحصة النشطة لأحد الصناديق، اتصل بهم واسألهم عن الرقم.
إذا فعلتَ وانتهى بك المطاف إلى الاقتناع بأن الأسهم النشطة في أي صندوق منها عند مستوى منخفض نسبيا، لنقل عند 60 في المائة مثلا، ربما يحسن بك أن تكتب إلى المدير مقترحا عليه أنه يجدر به أن يتلقى الرسوم التي تتلقاها صناديق متابعة المؤشرات (من قبيل 0.1 في المائة مثلا) أو الرسوم على الجزء النشط شكلا والسلبي موضوعا من محفظته، وأن يتلقى فقط رسوم الإدارة النشطة على ما بقي من الأسهم. ربما يدفعهم هذا إلى التحرك واتخاذ إجراء معين، أو على الأقل يدفعهم إلى التفكير في الأمر.