تجمعت ثلاث “أوراق قوة” لدى الجهات اللبنانية للتفاوض مع خاطفي العسكريين تمثلت أولاها في توقيف سجى الدليمي احدى زوجات زعيم “داعش” ابو بكر البغدادي بعدما كانت تتخفى في مناطق شمالية، وهي التي كانت أطلقت في الصفقة التي أدت الى إطلاق راهبات معلولا.
وثانيتها، توقيف مخابرات الجيش في بلدة حيلان – زغرتا، زوجة المسؤول في “جبهة النصرة” أنس شركس المعروف بـ”ابو علي الشيشاني” مع شقيقها راكان العقيلي وولديها. وفي المعلومات ان لأنس علاقة بقضية العسكريين المخطوفين.
وذكرت “النهار” انه نتيجة لجهود مخابراتية وتتبع تقني لأجهزة الهاتف الخليوي تبين ان زوجة الشيشاني وتدعى علا او علياء على تواصل مع زوجها ومسلحين آخرين عبر”سكايب”، وانه نتيجة التتبع تم التوصل الى معرفة مكانها بدقة مما أدى الى ارسال قوة خاصة من مخابرات الجيش اللبناني طوقت المدرسة الرسمية في حيلان حيث يقيم نازحون سوريون وقبضت عليهم بعد رصد ومتابعة قرابة شهرين، وأخضعوا لتحقيق أولي في مركز مخابرات القبة لينقلوا بعدها الى بيروت.
كما أظهرت المعلومات ان بلدة حيلان اختيرت لأنها احدى القرى الهادئة من قرى قضاء زغرتا وقريبة من قضاء الضنية حيث يسكن اصدقاء ومعارف للزوجة، كما ان لا وجود أمنيا بصورة مستمرة فيها، فلا مخفر درك ولا أي مركز أمني. ويقيم النازحون السوريون في المدرسة الرسمية البعيدة نسبيا عن المنازل حيث لم يشعر الاهالي بأي حركة غير عادية خلال عملية التوقيف.
لكن الجيش راقب البلدة التي ذاع، بعد احداث طرابلس، احتمال لجوء شادي المولوي اليها مع رفاق له كون البلدة على مقربة من “وادي جهنم” ويمكن التواري فيها بسرعة.
وثالثة نقاط القوة العقيد السوري المنشق عبدالله حسين الرفاعي قائد احد التشكيلات العسكرية التابع لـ”الجيش السوري الحر” في القلمون، والذي أكدت المديرية العامة للامن العام ان مصيره “مرتبط بمجرى المفاوضات الهادفة الى اطلاق العسكريين المخطوفين”.
الى ذلك، اوضح مصدر رسمي لبناني لصحيفة ”الأنباء” الكويتية ان لدى الحكومة اللبنانية الكثير من اوراق القوة في ملف التفاوض.
واشارت معلومات لـ”الأنباء” الى وجود 130 سجينا او موقوفا في سجن رومية ينطبق عليهم توصيف الارهاب برسم المقايضة.
وقال مرجع سياسي ان الحكومة اتخذت قرار التفاوض شرط ان يكون بالجملة لا بالمفرق، ويستفيد الخاطفون من ملف الارباك الرسمي الناجم عن تعدد المرجعيات.
من جهتها، أعربت اوساط مواكبة لقضية الاسرى عبر صحيفة “الراي” الكويتية عن اعتقادها ان خلية الازمة الحكومية ستعقد اجتماعاً طارئاً حال عودة رئيس الحكومة تمام سلام من زيارته الحالية لبروكسل، للنظر في كل التطورات التي تعاقبت في هذا
وأكّدت رنا الفليطي البزال كما بقية الأهالي في تصريح لصحيفة “الحياة ” أن توقيف إحدى زوجات البغدادي خطوة إيجابية تشمل أوراق القوة التي لها علاقة بالتفاوض”، مشيرة إلى أن “تلك الخطوة لن تؤدي إلى إلحاق الأذى بأبنائنا لأن الدولة في المقابل لديها موقوفون يطالب المسلحون بهم”.
وشددت على أن “التسريبات الخاطئة عن أن اللواء عباس إيراهيم أعلن إعدام اثنين من موقوفي رومية يطالب المسلحين بإطلاق سراحهم إذا تم إعدام البزّال أثّرت في شكل قوي بتأجيل إعدام زوجي، إضافة إلى بيان “شباب آل البزّال”. وختمت: “أوراق القوة لدى الدولة اليوم ستقلب موازين المفاوضات”.