أكد نائب رئيس شركة «أرامكو» السعودية للتخطيط العام محمد القحطاني، أن الشركة تستهدف أن تكون أبرز شركة عالمية متكاملة في مجال الطاقة والبتروكيماويات بحلول عام 2020، وذلك لحفز التنوع الاقتصادي الوطني، موضحاً أن ذلك لن يتحقق من دون أن تتكامل أعمال الشركة مع غيرها من القطاعات والمؤسسات، كاشفاً عن توجه الشركة لإقامة مدينة للطاقة في «الشرقية». وقال القحطاني في كلمته أمام المؤتمر السنوي «فكر13»، الذي نظمته مؤسّسة الفكر العربي في مدينة الصخيرات في المغرب وانطلقت فعالياته أمس، بعنوان: «التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم»، إن «أرامكو» قررت قبل ثلاثة أعوام أن تعزز قوتها وقوة المملكة في مجال إنتاج وتكرير النفط، وذلك بأن تستثمر بشكل ضخم في التكامل مع قطاع البتروكيمياويات والقطاعات التصنيعية والخدمية المساندة للطاقة. واستعرض القحطاني في كلمته، تجربة «أرامكو» السعودية في تطوير الثروة الطبيعية والبشرية لتحقيق التكامل وحفز التنمية والتنافسية على الصعيد الوطني. كما عرض القحطاني أربعة محاور رئيسة تمثّل بعض المحاور التي تنتهجها «أرامكو» في سياق التكامل، هي: التكامل على الصعيد الوطني في التعليم والتدريب، والتكامل في الابتكار والأبحاث وتطوير التقنية، والتكامل في الصناعات البتروكيماوية والتحويلية، وأخيراً حفز ريادة الأعمال والصناعات والخدمات المساندة للطاقة. وعلى صعيد تكامل التعليم والتدريب، أوضح أن الشركة رأت عدم الاكتفاء بتدريب وسعودة موظفيها، بل الإسهام بشكل ملموس في تأهيل الشباب السعودي الذي لا يعمل بشكل مباشر لديها، وتوفير فرص عمل ملائمة لهم مع المقاولين والموردين، ما يحقّق توطين تلك الوظائف واستدامة سلسلة الإمداد. وفي محور الاستثمار في تكامل المعرفة، بما في ذلك الابتكار والأبحاث والتقنية، قال إن الشركة ضاعفت استثماراتها في هذا المجال بمقدار خمسة أضعاف عمّا كانت عليه قبل ثلاثة أعوام، وأنشأت شبكة عالمية متكاملة لمراكز البحث والتطوير داخل المملكة وخارجها. ولفت القحطاني إلى أنه يجري الآن على ساحل الخليج العربي في الظهران حدث مهم، هو توقيع اتفاق ائتلاف أبحاث التقنيات المتقدمة، التي تمثل تكامل الجهود بين ست جهات، من القطاعين العام والخاص في المملكة، من بينها «أرامكو» السعودية. وعن محور الاستثمار في تكامل الصناعات البتروكيماوية والتحويلية، أشار القحطاني إلى أن هناك سلسلة من المشاريع المشتركة العملاقة، كمشروع صدارة في الجبيل مع «داو كيميكال»، الذي يعدّ الأكبر من نوعه على مستوى العالم، بحجم استثمارات يبلغ نحو 75 بليون ريال، إذ سيسهم بشكل فاعل في تنويع القاعدة الصناعية وتوطين التقنية المتقدمة في المملكة. أما على صعيد ريادة الأعمال والصناعات المساندة، فتواصل «أرامكو» مساعدة جيل جديد من سيدات ورجال الأعمال، من خلال مركز «أرامكو» السعودية لريادة الأعمال، الذي يهدف إلى دعم المشاريع الريادية الشبابية، وقامت الشركة بدعم تأسيس نحو 50 شركة صغيرة ومتوسطة ذات طابع مبتكر. واستشهد نائب رئيس «أرامكو» للتخطيط العام بأحد المشاريع المقبلة التي تعتزم «أرامكو» السعودية تنفيذها، وهو مدينة الطاقة في المنطقة الشرقية في السعودية، وقال إن «أرامكو» رأت السعي لتوطين شامل لقطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والكهرباء وتحلية المياه وتحقيق ما بينها من تكامل». وتابع: «قررت أرامكو إنشاء هذه المدينة الطموحة التي من أهم أهدافها إيجاد مصادر جديدة للدخل، يتوقع أن تضيف إلى الناتج المحلي للمملكة نحو 34 بليون ريال سنوياً عند تنفيذها بالكامل، كما ستتيح إيجاد فرص عمل كبيرة تقدر بأكثر من 300 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.