اعتبرت اوساط في قوى الامن الداخلي لـ”السياسة”، ان “استشهاد ستة جنود لبنانيين واصابة سابع دفعة واحدة، خسارة فادحة للمؤسسة العسكرية، وإحدى أكبر عمليات التحدي الصادرة عن المتطرفين، الذين يحاصرون بعض القرى اللبنانية في مرتفعات سلسلة الجبال الشرقية، لقيادة الجيش ولحكومة تمام سلام ولقيادة “حزب الله” التي تزعم تأييد القوات المسلحة اللبنانية في معركتها ضد هؤلاء المتطرفين، رغم أن أوساطاً سياسية واستخبارية لبنانية لا تستبعد وجود تنسيق غير معلن بين ميليشيات الحزب والجماعات الإرهابية، لكسر هيبة الجيش”.
وأكدت الأوساط ان القرى المسيحية الواقعة على الشريط الحدودي الشرقي مع سوريا مثل القاع ورأس بعلبك وغيرهما، بسكانها البالغ تعدادهم أكثر من 100 الف مواطن مسيحي، تقبع حالياً تحت رحمة ميليشيات “حزب الله” التي انتشرت في تلك القرى بمزاعم وجود اتفاقات وعمليات تنسيق مع سكانها هؤلاء للدفاع عنهم في وجه “داعش” و”النصرة”، فيما تنتشر بين السكان شائعات الرعب والخوف من هجمات محتملة في اي وقت على قراهم. واضافت الاوساط ان “حزب الله” عرض على مسيحيي تلك القرى أسلحة خفيفة إضافة الى اسلحة متوسطة والغام لا تخرج عن ايدي عناصره هناك، إلا “ان قيادات روحية وزمنية من تلك القرى، تزور باستمرار أحزاباً مسيحية فاعلة وذات خلفيات عسكرية مهمة، كما تزور قيادات دينية مسيحية، حصلت على اسلحة متوسطة بدءا من ايلول الماضي، من دون ان يتمكن الحزب من منعها من ذلك، إلا أنه يشرف حالياً على عناصر القرى المسيحيين المقاتلين في استخدام تلك الاسلحة وتوزيعها واماكن نصبها”.
ولم تستبعد الأوساط ان يكون لوصول خبراء عسكريين بريطانيين الى تلك المناطق القريبة أو المشرفة على القرى والبلدات والتجمعات المسيحية في البقاع الشمالي والحدود الشمالية اللبنانية المحاذية للقرى السنية في عكار وغيرها، وإنشاء ابراج المراقبة على طول الشريط الحدودي داخل لبنان، “علاقة مهمة جدا ومطمئنة بحماية القرى المسيحية والسنية وقسم من القرى الشيعية القريبة منها”.
وكشفت الأوساط أن “عمليات التسلح والتدريب لا تقتصر على سكان القرى المسيحية الحدودية شرق وشمال لبنان فحسب، وإنما بدأت عمليات التسليح تصل الى مدن وقرى داخل البقاعين الاوسط والجنوبي مثل زحلة وقب الياس والبلدات المحيطة بها وصولاً شمالاً إلى بلدات مثل دير الاحمر وشليفة الواقعة تحت وهج حزب الله بطرق غير مباشرة”.
وتخشى جماعات نصر الله وبري ان يتحول تسليح القرى المسيحية في البقاع ومرتفعاته الجبلية بمثابة “أحصنة طروادة” لـ”القوات اللبنانية” بقيادة سمير جعجع و”الكتائب” بقيادة امين الجميل واحزاب واجنحة مسيحية اخرى، خصوصاً لتلك التي تخضع لنفوذ رجال الدين المسيحيين المستعدين للدفاع عن مناطقهم في كل أنحاء لبنان “مهما كلفهم الأمر”.