اظهرت الدراسة التي أجرتها شركة الاستشارات والتدقيق “ارنست آند يونغ” Ernest & Young عن القطاع الفندقي في منطقة الشرق الاوسط ان نسبة إشغال الفنادق في بيروت بلغت 51% في الاشهر العشرة الاولى من 2014 بانخفاض عن نسبة 52% كانت قد بلغتها في الفترة عينها من 2013، ومقارنة بـ62,2% في 12 دولة عربية. وسجلت بيروت نسبة الاشغال الرابعة الادنى في المنطقة في أول 10 أشهر من 2014، في حين سجلت النسبة الثالثة الادنى في الفترة عينها من 2013. وانخفضت نسبة الاشغال في فنادق بيروت 2% على صعيد سنوي، ما يشكل نسبة الانخفاض الثانية الأكبر بين 12 سوقاً عربية، وذلك مقارنة بمعدل ارتفاع عند 2,3% في المنطقة. ووفق نتائج هذه الدراسة في النشرة الاسبوعية لمجموعة بنك بيبلوس Lebanon this Week، بلغ معدل سعر الليلة في فنادق بيروت 163 دولاراً في أول 10 أشهر من 2014، ما يضعها في المرتبة الثالثة من حيث الفنادق الاقل غلاء في المنطقة. وذكر التقرير أن معدل سعر غرفة الفندق في بيروت انخفض بـ3,6% عن الفترة عينها من 2013، ليمثل بذلك نسبة الانخفاض الرابعة الأدنى بين كل اسواق المنطقة. وقد أتى معدل سعر الغرفة في بيروت ادنى من المعدل الاقليمي الذي بلغ 209,5 دولارات والذي انخفض بنسبة مقدارها 0,6% عن الفترة عينها من 2013.
فضلا عن ذلك، بلغت الايرادات الناتجة من كل غرفة متوافرة (RevPAR) في فنادق بيروت 83 دولارا حتى نهاية تشرين الاول من السنة، أي بانخفاض عن 88 دولارا الذي سجلته في الفترة عينها من العام السابق، ما يصنف بيروت في المرتبة 11 في المنطقة في هذه الفئة، متقدما على القاهرة (31 دولارا) فقط. وانخفضت الايرادات الناتجة من الغرف المتوافرة في بيروت بنسبة 5,8% في الاشهر العشرية الاولى من 2014 مقارنة بالفترة عينها من 2013، وقد سجلت بيروت بذلك ثالث أكبر نسبة انخفاض في المنطقة في هذه الفئة.
وتعليقا على هذه الارقام، اعتبر الامين العام لاتحاد المؤسسات السياحية في لبنان جان بيروتي لـ”النهار” ان لبنان ما زال يدفع ثمن تداعيات الازمة السورية على اقتصاده عموما وقطاعه السياحي خصوصا، بالاضافة الى تداعيات الأزمة السياسية الداخلية والاوضاع الامنية غير المستقرة. وبحسب بيروتي، القطاع اليوم يعوّل على الاسابيع المقبلة اي عيدي الميلاد ورأس السنة لتعويض بعض الخسائر التي تحملها هذه السنة. وعلى رغم هذه الآمال، لم تتخط حتى اليوم نسبة الحجوزات في الفنادق اللبنانية بمعدل أدائها لكانون الاول 2014 وكانون الثاني 2013 نسبة 30% بحدها الاقصى. ولكن، لا شيء يمنع أن ترتفع هذه النسبة وبشكل كبير خلال الايام المقبلة في حال استمر الاستقرار الامني، بالاضافة الى الدعم الذي يلقاه القطاع من فصل الشتاء وموسم التزلج الذي سيفتتح في الايام المقبلة. ودعا بيروتي في هذا الخصوص شركات الطيران ومكاتب الحجوزات لتقديم المزيد من العروضات لزيارة لبنان لتشجيع المغتربين والخليجيين الذين اعتادوا تمضية هذه الفترة من السنة في بلاد الارز.
وفي سياق آخر، أشار بيروتي الى ان نسبة اشغال فنادق الاربع والخمس نجوم خارج بيروت لم تتخط 30%، في وقت وصلت في بعض هذا النوع من الفنادق في العاصمة الى قرب 70% ولكن لفترات قصيرة لا تتعدى بضعة أيام، حتى تعود نسب الاشغال الى قرب 40% بمعدل أدائها، ومع الاشارة الى ان التراجع على صعيد سنوي راوح ما بين 30% و35% بحسب المناطق.
وعن قرار الحكومة وقف استقبال اللاجئين السوريين في لبنان، أشاد بيروتي بالقرار الذي قد يساهم في وضع حد للمنافسة غير الشريفة لليد العاملة اللبنانية ليس فقط في القطاع السياحي وإنما في كل القطاعات. لكنه شدد على أهمية أن تميز الحكومة اللبنانية بين اللاجئ السوري الذي يدخل الأراضي اللبنانية هرباً من الحرب في سوريا، وبين السياح السوريين الذين ما زالوا يقصدون لبنان شهرياً بهدف السياحة. وبحسب بيروتي فإن السياح السوريين كانوا يشغلون ما بين 5000 و7000 غرفة فندقية شهرياً في لبنان، على رغم الظروف التي تمر فيها سوريا.