أوضح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ الحضور المسيحي في المؤتمر الدولي للأزهر لمواجهة الإرهاب والتطرف يدلّ على اعتبار مشترك بأن وجود المسيحيين في هذه المنطقة هو وجود أصيل، مثلما هو وجود المسلمين، وبأن المصير هو واحد، وقال: “إنّنا معنيون به معًا في السراء كما في الضراء، على أنّ هذا المنحى من الفكر لا يستند إلى مجرد صدف التاريخ أو تقلبات الأحداث فيه، بل هو مرتكز إلى النظرة الدينية للاسلام كما للمسيحية على السواء”.
كلام الراعي ألقاه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر في المؤتمر الدولي للأزهر الذي يختتم أعماله اليوم في القاهرة بمشاركة رؤساء طوائف من 120 دولة، ناقشوا قضية التطرف وأثره على المجتمع والإرهاب وأثره على المجتمعات العربية والإسلامية ووضع رؤية مستقبلية وما الذي يمكن فعله للخروج من هذه الأزمة.
وأضاف: “يكفي التذكير أولا بأن الناس هم إما أخوة في الدين أو نظراء في الخلق. وإليه نضيف بأن المسيحيين في دنيا العرب وإن كانوا اليوم أقليات في غالبية بلدانهم ، إلا أن تعدادهم هذا لا يؤثر لا في أصالتهم الضاربة في تاريخ هذا الشرق ولا في حقوقهم كمواطنين ولا في إسهامهم الإنساني والحضاريِ الكبير”.
وأضاف: “المسيحيون يتعرضون اليوم في بعض من بلدان المنطقة وسواها من المناطق الى أعمال إرهابية تقتلعهم من أرضهم وتنكر عليهم أبسط حقوقهم. كذلك يضرب الإرهاب ايضا في صفوف المسلمين، ولغة التكفير تطال الجميع من دون استثناء”، لافتًا الى أنّ مفتاح هذا التقدم هو في نشر مفهوم المواطنة حيث الجميع يواطن الجميع بالمساواة في الحقوق والواجبات، وهو أيضا في التمييز بين ما يدعوه المسلمون “بالعبادات” وما يدعونه “بالمعاملات”.