مع استمرار التساؤلات عما ستفضي اليه المساعي الناشطة منذ فترة لاطلاق الحوار الموعود بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، جاء استهداف الجماعات الارهابية للمرة الثانية هذا الاسبوع، الجيش اللبناني بعبوة ناسفة أول من أمس في جرود عرسال واستشهاد أحد أفراده الى ستة شهداء آخرين الثلثاء الماضي في مكمن مسلح نصب له في جرود رأس بعلبك ليبقي الاجواء الامنية وكذلك السياسية ضاغطة على مناخ الاعمال في لبنان. وعلى جاري العادة، انعكس ذلك سلبا على أداء بورصة بيروت التي واصل المتعاملون فيها التزام جانب الحيطة في مقاربتهم الصكوك المدرجة على لوائحها بين متوسم خيرا بتحسن الوضع السياسي ومتوجس مما تخبئه الايام المقبلة من مفاجآت. وترجم هذا التباين في المشاعر بتزايد التباعد بين العروض والطلبت التي تناولت الكثير من هذه الصكوك التي لم يقيض الا للقليل القليل منها الالتقاء تلبية لحاجات البعض من السيولة بيعا لكميات محددة منها كلما وجد من له مصلحة في شرائها بالاسعار المعروضة بها لاعادة ترتيب محافظه المالية العائدة اليها. وكادت هذه العمليات ان تقتصر الى ما بعيد الظهر على أسهم سوليدير لولا عملية يتيمة على أسهم بنك لبنان والمهجر المدرجة وغيرها. ففي المجال الاول، تقلبت اسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت بين أعلى على 11,79 دولارا وأدنى على 11,54 دولارا قبل ان تقفل الفئة “أ” منها بـ،11,62 دولارا في مقابل 11,71 أول من أمس (ناقص 0,76 في المئة) والفئة “ب” بـ11,61 دولاراً في مقابل 11٫69 في الفترة عينها (ناقص 0٫68 في المئة). وفي المجال الثاني، استقرت أسعار أسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة على 8٫80 دولارات لتتراجع أسعار شهادات ايداع “بنك عوده” من 6٫70 دولارات الى 6٫50 (ناقص 2٫98 في المئة).
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع مقداره 4٫46 نقاط ونسبته 0٫38 في المئة على 1182٫36 نقطة، في سوق ضعيفة تبودل فيها 11051 صكاً قيمتها 121741 دولاراً، في مقابل تداول 118753 صكاً قيمتها 658138 دولاراً أول من أمس.
تعليقات دراغي دعمت الأورو وأضعفت الأسهم
في الخارج، انشغلت أسواق المال العالمية بما سيفضي اليه اجتماع هيئة حاكمية المصرف المركزي الأوروبي من مقررات نقدية، وخصوصاً الشروع في وضع خطته التحفيزية للاقتصاد في منطقته بما يجنبه الوقوع في انكماش الأسعار déflation مع تزايد مظاهر الضعف فيه. وفي انتظار ذلك، نشطت المضاربات على تراجع الأورو صباحاً في الأسواق الأوروبية استباقاً للبدء بتنفيذ هذه الخطة التي تنطوي على شراء أصول مصرفية مسنّدة لهذه الغاية من شأنه ضخ المزيد من السيولة في القنوات المالية سرعان ما تنعكس سلباً عليه، الأمر الذي جعله يكسر نزولاً فترة عتبة الـ 1٫23 دولار (الى 1٫2880 دولار) قبل أن يتجاوزها بقليل عند انتهاء اجتماع المركزي الأوروبي الذي قرر ابقاء معدل الفائدة الأساس لديه على 0٫05 في المئة بالتزامن مع ابقاء “بنك انكلترا” معدل الفائدة الأساس لديه على 0٫58 في المئة. عندها تحولت انظار المستثمرين المؤسساتيين الى ما سيصدر عن رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي من ايضاحات عن سياسته النقدية. وسرعان ما أصيبت الأسواق بالخيبة عند اعلانه انه سيكثف التحضيرات لاطلاق خطة التحفيز الكمي للاقتصاد اعتباراً من مطلع السنة المقبلة من دون تحديد التفاصيل التنفيذية لهذه الخطوة، الأمر الذي حرّك الطلب على الأورو وضغط على الأسهم في منطقته، فتجاوز صعوداً عتبة الـ 1٫23 دولار، ثم عتبة الـ 1٫24 دولار، ليقفل في نيويورك بـ 1٫2385 دولار في مقابل 1٫2308 أول من أمس، في تطور أضعف الذهب الذي أقفلت الأونصة منه بـ 1206٫50 دولارات في مقابل 1210٫50 في الفترة عينها.
وتحول الأسهم الأوروبية الى التراجع أمس بعدما أعلن رئيس المركزي الأوروبي انه سيقرر مطلع السنة المقبلة ما اذا كانت ثمة حاجة الى اتخاذ اجراءات تحفيز للاقتصاد في منطقة الأورو، الأمر الذي أطلق موجة بيع لجني الأرباح عليها بعد المكاسب التي سجلتها استباقاً للبدء بشراء السندات المصرفية كما كان متوقعاً. وأدى ذلك الى اقفال بورصات هذه المنطقة بتراجع راوح بين 2٫77 في المئة في ميلانو و0٫86 في المئة في بروكسيل. وتنازعت أسواق الأسهم الأميركية اتجاهات متضاربة بين الانعكاسات السلبية على أسواق الأسهم للمواقف التي صدرت عن رئيس المركزي الأوروبي والارتياح الذي أثاره تراجع عدد طالبي اعانات البطالة في الولايات المتحدة 17 ألفاً الاسبوع الماضي الى 297 ألفاً في نهايته، في اشارة الى قدرة الاقتصاد فيها من استحداث وظائف جديدة، فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي متراجعاً فقط 12٫52 نقطة على 17900٫10 نقطة ومؤشر ناسداك 5٫03 نقاط على 4769٫44 نقطة.