حطمت الصين منذ فترة رقماً قياسياً في احتياطها من العملات الصعبة الذي تجاوز 4.1 تريليون دولار. ويعتقد أنها ستحطم الرقم القياسي للسياح الذين سيزورون مختلف أنحاء العالم عند بلوغهم مستوى الـ500 مليون قبل نهاية العقد. ويُعتبر السياح الصينيون الأكثر إنفاقاً في العالم، وقد تعني الأرقام الجديدة إنفاقهم مستوى يتجاوز تريليون دولار، وقد يؤدي إلى استنزاف الاحتياط الصيني من العملات الصعبة أو لاحقاً إلى اندماج العملة الصينية (اليوان) بالعملات الدولية القابلة للصرف الحر في الأسواق على رغم رغبة بكين بإبقاء القيود على تحركات تقويمها.
ووفق وكالة «بلومبيرغ» يتوقع أن ينفق 116 مليون سائح صيني حتى نهاية السنة الحالية ما يصل إلى 155 بليون دولار وأن يتجاوز إنفاقهم قبل نهاية العقد، إذا استمر نمو عددهم وفق الوتيرة الحالية، التريليون دولار ما يُعتبر مساهمة كبيرة في توزيع الثروة الصينية (…) على مختلف الوجهات السياحية في العالم.
وأمس قالت الإدارة الوطنية للسياحة في بيان على موقعها الإلكتروني إن حوالى 70 في المئة من الرحلات السياحية هذه السنة كانت وجهتها إحدى ثلاث مناطق هي هونغ كونغ وتايوان وماكاو. وذهبت حصة الأسد إلى وجهات في آسيا (89.5 في المئة)، في حين كان نصيب أوروبا 3.5 في المئة فقط والقارة الأميركية 2.7 في المئة.
وفي 2013، قام الصينيون بنحو 97 مليون رحلة إلى الخارج أي عشرة أضعاف ما كان عليه العدد في العام ألفين حين لم يكن يتجاوز 10 ملايين رحلة، وفق المنظمة الدولية للسياحة. ويتوقع أن يواصل عدد السياح الصينيين الارتفاع مدفوعاً باتساع نطاق الطبقة الوسطى في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتتنافس الدول على اجتذاب السياح الصينيين كونهم من محبي البذخ والإنفاق وغالباً ما يسافرون في مجموعات. واتخذت دول أوروبية عدة بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا إجراءات لتسهيل حصول السياح الصينيين على التأشيرات.
ووفق «بلومبيرغ» يصل متوسط إنفاق السائح الصيني إلى 500 دولار في آسيا و1500 دولار خارجها. وتفيد دراسة للمصرف الاستثماري «مورغان ستانلي» بأن غالبية السياح الصينيين تستغل رحلاته إلى الخارج لشراء البضائع الفاخرة المفقودة في الأسواق الصينية أو الغالية جداً في جمهورية الصين الشعبية. وتوقعت الدراسة أن يتجاوز عدد السياح الصينيين مجموع عدد السياح في العالم أجمع قبل نهاية العقد.
يُشار إلى أن الرئيس باراك أوباما استغل فرصة زيارته الصين في 10 تشرين الأول (نوفمبر) الماضي للإعلان عن اتفاق مع القيادة الصينية لمنح المواطنين الأميركيين والصينيين فرصة الحصول على تأشيرات سياحية تمتد على عشر سنوات وخمس سنوات للتأشيرات الدراسية. في حين أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أثناء زيارته الصين منتصف العام، إجراءات لتسهيل حصول الصينيين على تأشيرات سياحية أو دراسية في بريطانيا للاستفادة من الإنفاق الصيني الضخم بعدما اجتذبت تسهيلات منحها القائمون على تأشيرات شنغن بزيادة أعداد السياح الصينيين إلى دول أوروبا.
وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كان الأميركيون يتصدرون قائمة السياحة في العالم، لكن بعد فترة قفز الألمان إلى رأس القائمة حتى إزاحتهم عنها الصين في العقد الأخير.