توقع البنك الدولى أن يؤدى تغير المناخ إلى عواقب وخيمة على حياة البشر والأمن الغذائى الإقليمى، مشيرًا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة ما بين 1.5 و2 درجة مئوية، يتسبب فى ارتفاع منسوب مياه البحر من جراء ذوبان الجليد فى المناطق القطبية، إلى أضرار تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، لمدن مثل الإسكندرية فى مصر، وبنغازى الليبية، والجزائر العاصمة، ولحوض نهر النيل فى مصر، موضّحًا أن تغير المناخ يفاقم موجات الحر ونقص المياه فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكر تقرير أصدره البنك الدولى بعنوان “اخفضوا درجات الحرارة.. مواجهة الواقع المناخى الجديد” أن نقصان إنتاج المحاصيل خطر مشترك على المناطق الثلاث من العالم التى تناولها التقرير، وهى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى، وأجزاء من أوروبا وآسيا الوسطى، وقد تؤدى الضغوط المناخية على الموارد الطبيعية وما يتبعها من هجرة إلى زيادة مخاطر الصراع. وأضاف التقرير “من المتوقع أن ينخفض إنتاج المحاصيل فى بلدان مثل الأردن ومصر وليبيا إلى 30% بحلول عام 2050 إذا ارتفعت درجات الحرارة ما بين 1.5 و2 درجة مئوية”.
ونوه التقرير إلى أنه من المتوقع أن تزيد درجات الحرارة فى فصل الصيف ما يصل إلى 8 درجات مئوية عن تلك المستويات فى أجزاء من الجزائر والمملكة العربية السعودية والعراق بنهاية القرن الحالى.وفى هذا الصدد، قال رئيس مجموعة البنك الدولى جيم يونج كيم “التقرير أكد أن انبعاثات الغازات فيما مضى وضعت العالم فى مسار لا يمكن تفاديه نحو الاحترار خلال العقدين القادمين ستكون أشد آثاره وقعا على أكثر سكان العالم فقرا وحرمانا”، مشددًا على ان هذه التغيرات تزيد من صعوبة تقليص مستويات الفقر وتعرض للخطر سبل كسب الرزق للملايين من الناس.وأشار إلى العواقب الوخيمة على ميزانيات التنمية بالإضافة إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية والتى تؤثر سلبا على النمو الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى.