رجحت مصادر سياسية لـ”المركزية” ان لا يعمد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى تحديد موعد لاجراء الانتخابات الفرعية في جزين، منطلقا من الاعتبارات نفسها التي استند اليها في عدم اجراء الانتخابات النيابية على مستوى الوطن، اي الامن غير المستقر والخطر الارهابي المحدق بالبلاد، معتبرة ان مجرد اقدامه على اجراء الانتخابات الفرعية سيسقط من يده حكما ذريعة عدم اجرائها في لبنان عموما.
من جهة ثانية، أكدت اوساط قيادية في التيار الوطني الحر لـ”المركزية” “اننا لو سلمنا جدلا، ان الوضع الامني في بعض المناطق الحساسة حال دون اجراء الانتخابات، فإن وضع جزين مختلف تماما، فالمنطقة بعيدة عن اي تشنج طائفي او حزبي او امني، وتكاد تكون من اكثر المناطق امانا في لبنان، ونحن نصر على اجراء الانتخابات واعددنا العدة كاملة ومرشحنا معروف”.
اما الرئيس نبيه بري المعني ايضا بالانتخابات الفرعية، فتشير مصادر جنوبية مواكبة لـ”المركزية” الى انه عازم على خوض المعركة، اذا ما تقرر اجراء الانتخابات، إن بالنائب السابق سمير عازار او بنجله او من يرتأي تسميته. وتبعا لذلك، تعتبر المصادر ان وزارة الداخلية اذا ما قررت اجراء الانتخابات، فان فصلا خلافيا جديدا سيفتح في صفحات الخلاف المزمن بين “الحليفين” في فريق 8 اذار، لان امكانات التوافق تكاد تكون شبه معدومة الا اذا قرر الحليف الثالث التدخل وتمكن من التوفيق بين الطرفين.
وتتساءل المصادر عما اذا كان الوقت اليوم مناسبا لخلاف من هذا النوع في ظل الاستعدادات لانطلاق الحوار وتعميم مناخات التقارب لتحصين الساحة الداخلية، الا انها تعتبر ان التيار الوطني الحر سيتمكن عبر هذه الانتخابات من تحقيق اكثر من هدف: اسقاط حجة الوزير المشنوق التي املت التمديد للمجلس النيابي، جس نبض الرئيس بري ومدى استعداده للتنازل لحليفه، حشر “حزب الله” لتلمس مدى دعمه للعماد ميشال عون والحرص على تحالفهما بعدما تخلى الحزب اكثر من مرة عن عون وآخرها في التمديد لمجلس النواب اضافة الى محاولة معرفة مدى اهمية موقع المسيحيين في اللعبة السياسية الداخلية مع انطلاق حوار حزب الله – المستقبل.