عدنان الحاج
عادت انعكاسات التطورات الأمنية والتعديات على العسكريين لتظهر بقوة في الأسواق المالية، وتنعكس مزيداً من الجمود، مع عدم التوصل إلى حلول في قضية العسكريين الرهائن من الجيش والقوى الأمنية لدى المجموعات المسلحة في سوريا. كما حضرت انعكاسات انخفاض أسعار النفط وتأثيراتها على الأسواق المالية داخلياً وخارجياً بشكل عام. وكانت الأسواق المالية الضعيفة أصلاً دخلت مرحلة الأعياد والعطل وتنظيم المراكز في عدم الإقبال على الأوراق المالية اللبنانية وبالتالي عدم تحريك الأسهم والسندات في الداخل والخارج حيث سيطر الجمود على طلب الأوراق اللبنانية وسندات الخزينة.
بالنسبة لسوق القطع فقد استمر الطلب المحدود على الدولار مع انعدام العروض بشكل كبير، الأمر الذي جعل التداولات تستمر عند الهوامش العليا بين 1510 و1514 ليرة للدولار مع تراجع بسيط خلال بعض الفترات المحدودة إلى ما دون 1511 ليرة.
في هذا الوقت استمرت عمليات الاكتتابات بسندات الخزينة الأسبوعية مع استمرار تدخل مصرف لبنان في إصدار شهادات الإيداع بالليرة والعملات لمدة 10 سنوات في إطار تغطية احتياجات الدولة.
ويبدو أن الدولة لن تصدر سندات اليوروبوند بقيمة 2,5 مليار دولار لتغطية احتياجات العام 2015 قبل بداية العام المقبل نتيجة الوضع في الأسواق والتطورات الحاصلة ونتيجة سعي المتعاملين إلى تغطية المراكز مع نهاية السنة كما في كل عام.
ويبدو واضحاً ان اكتتابات مصرف لبنان بسندات الخزينة بالليرة خلال العام 2014 (9 أشهر) زادت حوالي 1650 مليار ليرة وهي ما زالت قريبة من اكتتابات الفترة ذاتها من العام 2013 التي بلغت حوالي 1788 مليار ليرة.
في المقابل سجلت نتائج اكتتابات سندات للخزينة الأسبوعية بالليرة اللبنانية عجزاً قدره حوالي 23,6 مليار ليرة حيث بلغت الاكتتابات حوالي 487 ملياراً و513 مليون ليرة مقابل استحقاقات قدرها 510 مليارات و10 ملايين ليرة. وكان الاقبال على سندات الثلاث سنوات بفائدة 7,50 في المئة وبلغت اكتتاباتها حوالي 459,01 مليار ليرة.
بالنسبة لبورصة بيروت فقد بقيت التداولات على ضعفها من دون تحسن كبير حيث باتت أية عمليات متوسطة بقيمة 200 ألف دولار تحرك السوق وتعتبر من العمليات الجيدة كما حصل على اسهم بنك بيبلوس هذا الأسبوع بصفقة حجمها حوالي 100 ألف سهم عادي تقريباً.
حال الترقب تحكم الأسواق المالية عموماً من المنطقة إلى الداخل الذي يعاني من مخاطر استمرار الفراغ الرئاسي إلى فراغ المؤسسات التي تغطي بعض نشاطات الوزارات تحت شعار مكافحة الغش والتلاعب بالمواد الغذائية والسطو على العقارات والمشاعات.
البورصة: استقرار الضعف
حافظت حركة البورصة على ضعفها خلال الأسبوع الحالي المنتهي في 5/12/2014 نتيجة التأثر بالتطورات الداخلية من جهة، ودخول النشاط فترة نهاية السنة من جهة ثانية حيث تتراجع العمليات الكبرى بانتظار السنة الجديدة.
فقد بلغت تداولات البورصة خلال الأسبوع ما مجموعه حوالي 469 ألفا و6 أسهم قيمتها حوالي 3 ملايين و589 ألفاً و295 دولاراً. مقابل تداولات للأسبوع الماضي بلغت حوالي 333 الفا و655 سهماً قيمتها حوالي 3 ملايين و629 الفا و82 دولاراً.
هذا التحسن الجزئي في التداولات مرده لعمليات على بعض الأسهم ومنها بنك بيبلوس العادية وبعض الأسهم المصرفية بشكل محدود وكان عدد الأسهم التي تغيرت أسعارها خلال الأسبوع محدودة جداً وكان أبرزها تراجع سهمي سوليدير بالفئتين «أ» و»ب».
أما الأسهم التي تغيرت أسعارها خلال الأسبوع فكانت على الشكل الآتي:
1ـ تراجع سهم سوليدير «أ» بنسبة 2,1 في المئة واقفل على سعر 11,41 دولاراً مقابل 11,65 دولاراً للأسبوع الماضي. كما تراجع سهم سوليدير «ب» بنسبة 3,2 في المئة واقفل على سعر 11,36 دولاراً مقابل 11,73 دولاراً للأسبوع الماضي.
2ـ ارتفعت شهادات إيداع بنك عوده بنسبة 2,4 في المئة وأقفلت على سعر 6,50 دولارات مقابل 6,34 دولارات للأسبوع الماضي، وتراجع سهم عوده العادي المدرج بنسبة 1,9 في المئة واقفل على سعر 6,22 دولارات مقابل 6,34 دولارات للأسبوع الماضي. كما ارتفع سهم عوده التفضيلي «F» بنسبة واحد في المئة واقفل على سعر 102 دولار مقابل 101 دولار للأسبوع الماضي.
3ـ تراجع سهم بلوم العادي المدرج بنسبة 0,6 في المئة واقفل على سعر 8,75 دولارات مقابل 8,80 دولارات للأسبوع الماضي.
4ـ ارتفع سهم بيبلوس المدرج بنسبة 1,2 في المئة واقفل على سعر 1,64 دولار مقابل 1,62 دولار للأسبوع الماضي. في حين تراجع سهم بيبلوس التفضيلي ـ 2009 بنسبة 1,4 في المئة واقفل على سعر 101,60 دولار مقابل 103 دولارات للأسبوع الماضي.
5ـ ارتفع سهم بنك بيمو بنسبة 1,2 في المئة واقفل على سعر 1,75 دولار مقابل 1,73 دولار للأسبوع الماضي.
الدولار خارجياً
تراجع اليورو أمس، مع إقبال المستثمرين مجددا على بيعه بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي الذي عزز التوقعات بإقبال البنك على أول شراء مباشر للسندات الحكومية مطلع العام المقبل. وفي التعاملات الأوروبية المبكرة ارتفع الدولار إلى 120.335 ينا. وتراجع اليورو 0.1 في المئة إلى 1.2368 دولار، بعد نزوله من مستويات مرتفعة قرب 1.2450 دولار سجلها عقب اجتماع المركزي الأوروبي الخميس.
النفط
واصل خام برنت خسائره دون 70 دولارا للبرميل أمس، ويتجه لتسجيل ثاني خسائره الأسبوعية على التوالي مع خفض السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم أسعار الخام في مؤشر جديد على عزمها الإبقاء على مستويات الإنتاج في سوق يشهد وفرة في المعروض. وانخفض سعر الخام الأميركي 17 سنتا إلى 66.64 دولارا للبرميل لكنه ما زال متجها لتحقيق مكاسب أسبوعية محدودة.
الذهب
تراجع الذهب أمس، مع ارتفاع الدولار قبل تقرير الوظائف الأميركية المنتظر صدوره في وقت لاحق اليوم لكن المعدن يظل متجها نحو تحقيق أفضل أداء أسبوعي في عشرة أشهر بعد تعافيه من أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر يوم الاثنين. وانخفض سعر الذهب في السوق الفورية 0.1 في المئة إلى 1204 دولارات للأوقية (الأونصة). وتراجع سعر المعدن الأصفر في العقود الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول 3.50 دولار إلى 1204.20 دولارات للأوقية.
الأسهم الأميركية
ارتفعت الاسهم الأميركية عند الفتح أمس، بعد ان اظهرت بيانات زيادة اقوى كثيرا من المتوقع في الوظائف في الولايات المتحدة الشهر الماضي وقادت اسهم الشركات المالية صعود السوق مع تزايد التوقعات بأن يرفع البنك المركزي الأميركي اسعار الفائدة في موعد أقرب من المتوقع. وبدأ مؤشر داو جونز الصناعي الجلسة مرتفعا 0.19 في المئة عند 17933.30 نقطة، بينما صعد مؤشر ستاندرد اند بورز500 الاوسع نطاقا 0.13 في المئة الى 2074.69 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 0.19 في المئة الى 4778.61 نقطة.
الأسهم الأوروبية
تعافت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس، فارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية في المئة إلى 1391.50 نقطة، بعد نزوله 1.4 في المئة. وفي أنحاء أوروبا، ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2 في المئة عند الفتح، بينما زاد كاك 40 الفرنسي 0.9 في المئة، وداكس الألماني 0.8 في المئة.
