بعدما كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في تقريره الأخير عن التنسيق بين الجيش الاسرائيلي والمجموعات المسلحة في الجزء الجنوبي من محافظة القنيطرة السورية المحاذية للسياج التقني مع منطقة الجولان المحتلة، “وبشهادة قوات الاندوف التابعة للأمم المتحدة على هذا المحور”، يتوقع أن يتبدل المشهد على هذه الجبهة بين كل الأطراف، بعدما شرّعت اسرائيل تنسيقها مع المسلحين امام الرأي العام العالمي، بما يعني انه في حال قرار الجيش السوري النظامي الهجوم على تلك المنطقة لاستعادتها من المسلحين سيجد نفسه وجها لوجه مع الجيش الاسرائيلي، مما سيكون له تبعات خطيرة على مستوى المنطقة ككل.
وفي هذه الحالة، يقول خبراء في الشؤون العسكرية لـ”النهار”، إن لبنان سيدفع الثمن غاليا لأن اسرائيل ستسمح للمسلحين السوريين المعارضين ومن يقاتل الى جانبهم ان يسلكوا بعض الطرق داخل مزارع شبعا المحتلة منذ 47 عاما، ليصلوا في غضون نصف ساعة الى بوابة هذه المزارع التي لا تفصلها عن شبعا سوى مئات الامتار فقط. كما ان طرقا اخرى توصل المسلحين الى اعالي العرقوب، وهي تلال استراتيجية تطل على معظم المنطقة الحدودية حتى شواطئ صور.
وفي حال اعتماد هذا السيناريو لا يعود هناك حاجة الى معابر جبل الشيخ لا صيفا ولا شتاء، لأن الطرق داخل المزارع محمية مباشرة من الاسرائيليين، وهناك اكثر من نقطة ضعف عسكرية في الخاصرة اللبنانية على هذا المحور.
ويبقى ان الجيش اللبناني و”حزب الله” ايضا يأخذان هذه المعطيات في الاعتبار ويتحسبان لها، ولا يبدو انها ستكون في فصل الشتاء، رغم كل هذا الضجيج الاعلامي حولها