شكّلت انهيارات أسعار النفط بنسبة 34 في المئة هذا العام الى دون الـ 70 دولاراً صدمة للدول المنتجة للنفط، وخصوصاً روسيا وايران ونيجيريا، غير انّ هذه الصدمة قد تزداد حدّة مع توقعات بهبوط الاسعار الى 40 دولاراً للبرميل ثم الى 30 دولاراً.
يعتبر الهبوط الحاد الذي تشهده اسعار النفط حالياً بين أسوأ التطورت التي سجلت منذ انهيار النظام المالي في العام 2008، والتي ما تزال تداعياته حتى اليوم تهدد انخفاضات اسعار النفط بنشوء أزمات كبرى تشبه تلك التي حدثت خلال العقود الثلاثة الماضية، والتي أسفرت عن ازمة الدين المكسيكية وانهيار الاتحاد السوفياتي.
امّا روسيا وهي اكبر منتج للنفط في العالم، فلن تعود قادرة على إنقاذ اقتصادها الذي يعاني من العقوبات الاوروبية والاميركية، اذ انّ العائدات النفطية لن تكون كافية بعد اليوم. كذلك الامر في ايران التي تعاني من العقوبات نفسها وتنضمّ اليهما كل من نيجيريا وفنزويلا لأنهما تعانيان حالة عدم استقرار أمني وسياسي.
ويشكّل هؤلاء اكبر الخاسرين من تدهور اسعار النفط، وساهم ارتفاع حجم انتاج النفط في الشمال الاميركي في إغراق اسواق النفط بكميات فائضة، وقد يشهد العالم اضطرابات شعبية واسعة تغصّ بها الشوارع، اذ إن الكثير من الدول المنتجة تحتاج الى ان يكون سعر النفط فوق 100 دولار للبرميل لتبلغ التوازن في موازناتها. وبعد هبوط النفط بنسبة 38 في المئة هذا العام، يتوقع البعض أن تواصل الاسعار هبوطها حتى 40 دولاراً او حتى 30 دولاراً ايضاً، وذلك قبل ان تعود للارتفاع الى ما بين 70 و75 دولاراً.
وفي حين انّ دوَل الكويت وقطر والامارات العربية المتحدة تستطيع تحمّل هبوط الاسعار لفترة الى نحو الـ 70 دولاراً للبرميل، إلا انّ ايران تحتاج الى سعر يناهز الـ 136 دولاراً، ونيجيريا الى سعر 120 دولاراً وروسيا 101 دولار، لتتمكن من مواجهة متطلبات شعوبها. وتتذكر الاسواق تماماً انّ انهيار الاسعار في العام 1980 جاء نتيجة قرار سعودي للمحافظة على حصتها في هذه الاسواق، الأمر الذي قاد اسعار النفط الى 12 دولاراً للبرميل آنذاك.
وفي أثناء ذلك، تستفيد الدول المستوردة للنفط من هبوط الاسعار، ومنها لبنان، لتخفيض فاتورتها النفطية وتداعياتها على كلفة الانتاج والقدرة الشرائية للطبقات الشعبية. غير انّ تراجع الاسعار 38 في المئة لم يؤد الى تراجع مماثل في كلفة المواطن العادي.
الاسواق اللبنانية
ارتفع حجم التداولات في بورصة بيروت الرسمية للأسهم أمس الى 193053 سهماً قيمتها 2,05 مليون دولار اميركي وسجّل تبادل 85 عملية بيع وشراء داخل بورصة بيروت تناولت سبعة أسهم مختلفة ارتفع منها سهم واحد وتراجعت خمسة اسهم واستقرّ سهم واحد، وتراجعت أسهم سوليدير بقوة أمس لتتراجع الفئة (أ) بنسبة 1,8 في المئة الى 11,41 دولاراً والفئة (ب) بنسبة 2,15 في المئة الى 11,36 دولاراً، كما تراجعت اسهم بنك بلوم العادية بنسبة 0,56 في المئة الى 8,75 دولارات وأسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 0,6 في المئة الى 1,64 دولار، وارتفعت اسهم بنك عودة العادية بنسبة 0,32 في المئة الى 6,22 دولارات واستقرت أسهم عودة فئة GDR على 6,50 دولارات، واخيراً تراجعت اسهم بنك بلوم فئة GDR بنسبة 0,51 في المئة الى 9,60 دولارات.
وفي أواخر التداولات تراجعت القيمة السوقية للبورصة بنسبة 0,44 في المئة الى 11,296 مليار دولار، أمّا في سوق القطع الاجنبي في بيروت فاستقرت اسعار الدولار الرسمية على 1501 ليرة شراء و1514 ليرة مبيعاً وعلى السعر الوسطي 1507,50 ليرة.
أسواق الصرف العالمية
ارتفع الدولار الاميركي للاسبوع السابع على التوالي أمس مقابل تراجع الين الياباني المتوقع أن يسلم مهما كانت نتائج الانتخابات في اليابان، اذ انّ التوقعات تبقى بتراجع الين الى 125 مقابل الدولار الاميركي ورافقته العملات الاسيوية الاخرى في تراجع لأطول فترة منذ ست سنوات.
امّا الروبل فاتجه لإقفال الاسبوع الى الاستقرار بعد الخسائر الكبيرة، وذلك بعد تأهّب البنك المركزي الروسي للتدخّل في اسواق الصرف، فتراجع اليورو في تداولات بعد ظهر أمس بنسبة 0,17 في المئة الى 1,2358 دولار، كما تراجع الدولار الاوسترالي بنسبة 0,14 في المئة الى 0,8371 دولار، وارتفع الدولار الاميركي بنسبة 0,51 في المئة الى 120,39 يناً، وبنسبة 0,22 في المئة الى 1,1409 دولار كندي، وبنسبة 0,15 في المئة الى 0,9728 فرنك سويسري. ومن جهته ارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة 0,08 في المئة الى 1,5683 دولار.
الاسهم العالمية
سجلت الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت في تداولات بعد ظهر أمس تغييرات طفيفة وضمن نطاقات ضيقة للأسعار، فتراجع مؤشر داو جونز 0,07 في المئة الى 17900,19 نقطة، وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,12 في المئة الى 2071,92 نقطة، كما تراجع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0,11 في المئة الى 4769,44 نقطة.
امّا في اوروبا فارتفعت بورصات الاسهم بدعم من المراهنات على سياسات التحفيز الاقتصادي التي سوف يعتمدها البنك المركزي الاوروبي من جهة، وبدعم من بيانات الطلبيات الصناعية القومية في المانيا من جهة اخرى. فزاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,54 في المئة الى 6715,94 نقطة، كما زاد مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1,24 في المئة الى 4377,57 نقطة، وارتفع مؤشر داكس الالماني بنسبة 1,28 في المئة الى 9977,30 نقطة.
وفي آسيا تلقّت الاسهم دعماً من تراجع الين الياباني فوق مستوى 120 يناً للدولار ليقفل مؤشر نيكي الياباني مرتفعاً بنسبة 0,19 في المئة الى 18920,42 نقطة، وليقفل مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونع كونغ مرتفعاً 0,71 في المئة الى 24002,64 نقطة.
الذهب
تراجعت اسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي مع استمرار قوة الدولار قبَيل بيانات الوظائف الاميركية، اذ انخفض سعر الذهب في تداولات بعد ظهر أمس بنسبة 0,25 في المئة الى 1204,70 دولاراً للاونصة، كما تراجعت اسعار الفضة بنسبة 0,63 في المئة الى 16,47 دولاراً للاونصة، ويتوقع ان تعزّز بيانات الوظائف الاميركية الاتجاه لدى صانعي السياسات النقدية لرفع اسعار الفائدة.
النفط
انخفضت اسعار النفط الاميركي في نيويورك أمس بنسبة 0,67 في المئة الى 66,36 دولاراً للبرميل، كما تراجعت اسعار نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,57 في المئة الى 69,24 دولاراً للبرميل. وجاء تراجع برنت لأدنى مستوى له في اربع سنوات، نتيجة تخفيض المملكة العربية السعودية الاسعار، ممّا رفع منسوب المنافسة على مستوى هذه الاسعار.