وجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، نداء الى رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون، قائلا: “ان موقع رئاسة الجمهورية يتآكل رويدا رويدا، مهما كانت الظروف والأسباب والخلفيات لا يمكننا أن نترك موقع الرئاسة الأولى فارغا، وبالتالي يا جنرال أمامك خيارين: إما أن يتوجه تكتل “التغيير والاصلاح” يوم الأربعاء المقبل في العاشر من الحالي الى مجلس النواب، او الجلوس سويا للتفاهم على بعض الأسماء ونتوجه بهم الى مجلس النواب”.
جعجع، وخلال مشاركته في العشاء السنوي لمنسقية بيروت في حزب القوات في فندق “ريجنسي بالاس” – أدما، أكد أن بيروت هي بشير الجميل، ورفيق الحريري، هي نادي الحكمة، هي مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، وخارج 14 آذار لا يوجد بيروت لسبب بسيط أنه في 8 آذار لا وجود للبنان، وكل مشروعهم قائم على بناء حزب قوي يتسلح أكثر فأكثر لمصادرة قرار الدولة”.
وانتقد جعجع من يدعون أنهم وسطيون بين فريقي 8 و14 آذار اي بين نظرتين وفكرتين للبنان، متسائلا:”كيف يمكن أن يكونوا وسطيين؟ اذ لا يمكنهم أن يكونوا بدون نظرة معينة للبنان”.
وفي موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، رد جعجع على من يتهمون مجلس النواب بالتلكؤ عن انتخاب رئيس وان النواب لا يقومون بواجباتهم في هذا السياق، قائلا:”هذا الكلام غير صحيح، فمن ليس مستعدا ليقول الحقيقة كما هي فليصمت ولا يتفوه بأي كلمة، ومن يريد الكلام عليه أن يكون كلامه سويا فليس كل النواب متلكؤن بل هناك بعض منهم بينما نواب آخرون يشاركون في كل جلسة انتخاب”.
ورفض سياسة التعميم بوصف كل النواب بالحرامية، “فهذه سياسة خبيثة وخطيرة، فالتعميم يعني تجهيل الفاعل وابقاء الواقع على ما هو عليه”، مشيرا الى أنه “متأكد أقله أن نواب القوات ليسوا كذلك والى جانبهم كثر، ما يجب فعله هو أن نسمي الأسماء بأسمائها، ومن يريد انتخاب رئيس للجمهورية عليه تسمية النواب المقاطعين بدل أن يقول على النواب ان يتحملوا مسؤوليتهم لأن قسما منهم متحمل لمسؤولياته”.
وفي موضوع الحوار بين “حزب الله” وتيار “المستقبل”، استغرب جعجع النظرية التي يشيعها البعض بأن السنة والشيعة ذاهبون للحوار من اجل الاتفاق على رئيس جمهورية مسيحي، فقال: “ان السنة والشيعة سوف يتحاورون لتخفيف الاحتقان الموجود في ظل المواجهة الكبرى بينهم في المنطقة ككل، وهذه خطوة مباركة بحد ذاتها ولكن البحث في رئاسة الجمهورية والأمور الوطنية الكبرى تحتاج الى وجود ومشاركة كل الفرقاء في الوطن، وبالتالي لا يجب أن نحمل هذا الحوار أكثر مما يحمل، وأن نضع له أهدافا أكبر من أهدافه المرسومة”.
وأشار الى أن “كل المسؤولين السياسيين في لبنان اعتبروا أن موقع رئاسة الجمهورية هو مسؤولية مسيحية يجب أن يتفق حولها المسيحيون، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل حين يكون لدينا فريق من المسيحيين يعطل بيده الانتخابات الرئاسية؟”.
جعجع أشاد بدور الجيش في هذه المرحلة، منتقدا “بعض الغيارى الذين نادوا مؤخرا بالتسلح الذاتي وتسليح المسيحيين بالأخص في القاع ورأس بعلبك، وقال: “هؤلاء الغيارى حين كان يوجد حاجة لتسليح المسيحيين كانوا ضده وضد تسليح اللبنانيين ولم نر أيا من بطولاتهم حين كان الوطن بحاجة فعلية لهم، ولكن الآن في ظل وجود الدولة يطرحون تسليح المسيحيين، ولكن نظريتنا تقول إن هناك حدا أدنى من الدولة ولاسيما مؤسسة الجيش اللبناني وبالتالي لا لزوم للتسلح، وهذا ما أثبته الجيش في أحداث رأس بعلبك ويبقى رهاننا على الجيش اللبناني وعلى الدولة في محله ولن ندع أحدا يقوم بتضييع هذا الرهان”.