أكد المدير العام لصندوق النقد العربي رئيس مجلس الادارة الدكتور عبدالرحمن الحميدي هنا اليوم اهمية السياسات الاقتصادية السليمة ودورها المحوري في احتواء الازمات المالية والاقتصادية والحد من سلبياتها.
وقال الحميدي في كلمة افتتح بها برنامجا تدريبيا بعنوان (السياسة النقدية وسياسة سعر الصرف) نظمه معهد السياسات الاقتصادية في الصندوق بالتعاون مع صندوق النقد الدولي ان مثل هذا البرنامج يكتسب أهمية خاصة كونه يلقي الضوء على العديد من المواضيع ذات الصلة بإدارة الشأن الاقتصادي في ظل الازمة المالية العالمية وما خلفته من تراجع في النمو لاسيما في الاقتصادات الكبيرة.
وأضاف ان بعض اقتصادات تلك الدول انزلق إلى حالة من الركود الاقتصادي عقب الازمة مشيرا الى ان الأزمة اوضحت ان الدول التي انتهجت سياسة اقتصادية كلية سليمة ومنضبطة كانت الأقل تأثرا من تبعات الأزمة.
وذكر ان بعض الدول استفادت من تداعيات تلك الأزمة عبر تدفق الأموال إلى اقتصاداتها على شكل استثمارات أجنبية مباشرة ما اسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي في هذه الدول.
وقال ان التضخم يعد أحد اكبر العوائق في تحقيق النمو الاقتصادي لذا فإن وضع التضخم تحت السيطرة عبر مزيج من السياسات النقدية والمالية الأكثر انضباطا إلى جانب أسعار الصرف المرنة سيساعد على امتصاص الصدمات الخارجية.
واضاف ان معدلات التضخم المنخفضة تساعد على استخدام السياسات النقدية لحفز الطلب أثناء الأزمات مبينا ان هذه السياسات الاقتصادية كانت واضحة أثناء العديد من الازمات الاقتصادية التي عصفت باقتصادات العالم خلال العقدين المنصرمين.
وذكر الحميدي ان تدفق رؤوس الأموال بشكل كبير في ظل وجود سياسة نقدية فعالة تمكن الدول من تفادي تبعات هذه التدفقات المتمثلة بارتفاع أسعار الصرف الحقيقية والتقليل من القدرة التنافسية لصادرات تلك الدول مضيفا انه على الرغم من أن تلك التدفقات تسهم في زيادة حجم الاحتياطيات فان تراكم الاحتياطيات قد تترتب عليه تكاليف أخرى.
وقال ان ابرز ما يتضمنه البرنامج التدريبي بحث انعكاسات العولمة المالية وتدفقات رؤوس الأموال على تسيير السياسة النقدية وتقييم القدرة التنافسية وأسعار الصرف المتوازنة والتفاعل بين نظم سعر الصرف والهشاشة المحتملة في القطاع المالي والمزايا والعيوب التي تنطوي عليها ضوابط رأس المال.
يذكر ان البرنامج التدريبي الذي يستضيفه مقر صندوق النقد العربي في ابوظبي يشارك فيه 29 مختصا من 17 دولة عربية وتستمر فعالياته حتى ال18 من ديسمبر الحالي.
