تضع قيادة الجيش اللبناني في حساباتها الأكثر خطورة إمكانية ان تعمد “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” إلى إعدام جميع العسكريين الأسرى في قبضتيهما بجرود عرسال، في ما لو تعرضت عناصرهما ومواقعهما في تلك الجرود وحولها الى عمليات عسكرية، رداً على الاعتداءات الإرهابية الأخيرة ضد الجيش، أو في حال وصول المفاوضات بشأن مبادلة العسكريين بإرهابيين معتقلين في سجن رومية إلى طريق مسدودة.
وتجري مراجعات واستشارات أمنية مريرة ومعقدة مع ساسة الأطراف المتناحرة في لبنان لإزالة الاختلافات في وجهات النظر بشأن كيفية تأمين اطلاق الاسرى العسكريين سواء بالتفاوض أو بعملية عسكرية غير مضمونة النتائج، يعمل لها “حزب الله” ليل نهار لتوسيع الهوة بين الجيش والتنظيمات الارهابية التي تواجهه في مرتفعات سلسلة جبال الشرقية التي تفصل لبنان عن سوريا، في محاولة سافرة لحمل قائد الجيش العماد جان قهوجي والقادة السياسيين في “14 آذار” على اعلان الحرب على “داعش” و”النصرة”، ما من شأنه تحويل الاراضي اللبنانية في البقاع والمرتفعات الجبلية بما عليها من مدن وقرى إلى ما يشبه بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على حدود تركيا.
وحذرت جهات روحية مارونية لبنانية من امكانية ان تقدم ميليشيات حزب الله أو حلفاؤها على قتل أو اختطاف مسؤولين ثانويين في “جبهة النصرة” او تنظيم “داعش” في مناطق القلمون، التي ما زال جمرها يئج تحت الرماد، او تصفية بعض حلفائه من التنظيمات اللبنانية في عرسال وطرابلس والبقاع الغربي، لدفع الامور الامنية الى ذروتها المخيفة بين الجيش والقوى الامنية وبين جبهات سنية لبنانية يركز عليها الاعلامان الايراني والسوري في لبنان، وذلك من ضمن نازية “البروباغندا” التي يبثانها، في ظل خشية “حزب الله” من مستقبله القاتم بعد سقوط النظام السوري “مع اعتقال المئات من ميليشياته في سوريا وإحالتهم الى المحاكمة أو تصفيتهم في محاكمات ميدانية”، كما يقول احد قادة المعارضة الميدانيين في محافظة حمص.
وترى الجهات اللبنانية في حديث الى “السياسة” في شخص قائد الجيش العماد جان قهوجي “النقطة المركزية الثابتة والصامدة” في وجهة محاولة “حزب الله” والاستخبارات السورية في لبنان، معربة عن مخاوفها “من اغتياله بتفجير مستنسخ عن التفجيرات التي قتلت عشرات القادة اللبنانيين الاحرار الوطنيين الذين رفضوا وحشية آل الأسد في لبنان”.