جوزف فرح
المسؤولون والنقابيون يتحدثون عن ان صفيحة البنزين، ستصل في نهاية العام الى 25 الف ليرة لبنانية لتكون بمثابة افضل عيدية يتلقاها المواطن، بعد ان وصل سعرها الى 39 الف ليرة ايام كان سعر برميل النفط قد تجاوز الـ 110 دولارات.
ولكن ما لا يفهمه المواطن المسكين، كيف يمكن لصفيحة البنزين ان تتراجع اكثر من 35 في المئة بينما اسعار السرفيس والتاكسي على حالها، ولم تشهد تراجعا مستذكرين تصعيد النقابتين وخصوصا عبد الامير نجدة وبسام طليس اللذين كانا يطالبان بثبيت سعر صفيحة البنزين، او اعطاء السائقين رديات تقيهم الخسائر الكبيرة، وقد تمكنا من تأمين دفعة اولى على الحساب ما زلنا نتذكرها و«صحتين على قلوب السائقين» ولو كانت على حسابنا وحساب الخزينة.
كيف يمكن لصفيحة البنزين ان تتراجع الى 25 الف ليرة بينما اسعار المولدات الخاصة لم تتغير، حيث ما زال المواطنون يدفعون الثمن على سعر مرتفع وبقي سعر 5 امبير يتجاوز الـ75 دولار اميركي، رغم تراجع اسعار المازوت و«الصلحة» التي تمت بين ادارة مؤسسة كهرباء لبنان والعمال المياومين وغب الطلب، لكي تتمكن من مباشرة الاصلاحات وتنعم على المواطنين بساعات اضافية بعد هذا التراجع في سعر المحروقات ومبروك «الصلحة».
كيف يمكن لصفيحة البنزين ان تتراجع ويشعر المواطن بارتياح الى هذا التراجع، اذا كانت اسعار السلع والمواد الغذائية والتموينية لم تتراجع ؟ قد يقول احدهم ان الحق على وزير الصحة وائل ابو فاعور حيث اضطر اصحاب السوبر ماركت الى تطبيق تدابير مشددة للحفاظ على سلامة الغذاء، وهذا ما ادى الى ارتفاع الكلفة وواحدة بواحدة.
كيف يمكن لصفيحة البنزين ان تتراجع اذا كان مؤشر اسعار السلع الاستهلاكية قد ارتفع في ظل الانكماش الاستهلاكي والتجاري رغم وجود اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري يشربون ويأكلون في ربوعنا.
كيف يمكن للمواطن ان يشعر بسعادة هبوط اسعار المحروقات اذا كانت الاسعار على حالها وغليانها خصوصا بالنسبة للالعاب والملبوسات والمشروبات التي يكثر الاقبال عليها قبيل الاعياد ؟ قد يقول احد التجار ان هذه المنافسة يجب استغلالها لتعويض الخسائر التي تكبدناها خلال الاشهر الماضية، ولو على حساب المواطن الذي يأمل ان يعيّد رغم تراجع حظوظ اماله في ظل المآسي التي ما يزال يتعرض لها الوطن الصغير. قد تكون الحسنة الوحيدة لهذا التراجع هو ان مؤشر المحروقات الذي كان يشكل نسبة معقولة من ميزانية رب العائلة قد تراجع ايضا ولكن ما اخذ باليد اليمنى «طار» من اليد اليسرى.
ونخشى ما نخشاه ان تكون تداعيات التراجع حبرا على ورق.