أعربت دوائر مراقبة في بيروت عن اعتقادها ان الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، وبغض النظر عن جدول أعماله، سيكون اشبه بـ “تمرين حواري” لترتيب المسرح الداخلي في انتظار اللحظة الإقليمية المواتية التي تسمح بـ “تثمير” هذا الحوار وتمكينه من الوصول الى نتائج فعلية ترتبط بكسر المأزق الدستوري والسياسي في البلاد.
وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ “الراي” ان هذا الحوار لا يعدو كونه في مراحله الاولى اكثر من تعبير عن “حسن نيات” متبادلة حيال الجلوس معاً (تيار المستقبل وحزب الله) من جهة وحاجة الطرفين لمثل هذا الحوار لاعتبارات تخص كل طرف، لكن من دون أوهام كبيرة في إمكان تحقيق اختراق في الملفات التي لا مناص من التصدي لها.
وتحدثت هذه الأوساط عن إدراك الجميع في بيروت ان اللحظة الإقليمية لم تحن بعد لجعل حوار “حزب الله” و “تيار المستقبل” منتجاً، لكنه يشكل الأرضية الضرورية لملاقاة اي متغيرات اقليمية يمكن ان يفيد منها لبنان، ولاسيما تلك التي ترتبط بمجريات العلاقة المعقدة بين الرياض وطهران، كونها “حجر الزاوية” في الملفات الإقليمية على اختلافها.
ولم تستبعد الأوساط عينها ان ترسم “الطاولة” بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” عندما يحين الوقت لوحة التوازنات الجديدة في البلاد، ومن بوابة الملفات الثلاثة البالغة الحساسية المطروحة وهي رئاسة الجمهورية، قانون الانتخاب وحكومة العهد الجديد، وربما لهذا السبب تتم مقاربة هذا “الحوار الثنائي” من حلفاء الطرفين، ولاسيما المسيحيين بحذر يترافق مع دعوات لحوار مسيحي – مسيحي بين الخصوم.
ولاحظت تلك الأوساط ان الرهان على حوار “تيار المستقبل” و”حزب الله” يكتسب أهميته لتزامنه مع ارتفاع وتيرة الحركة الديبلوماسية الروسية – الفرنسية في اتجاه بيروت، خصوصاً ان للدولتين القدرة على لعب دور بنّاء في صوغ تفاهمات إقليمية حول لبنان يمكن ان تشكل فرصة لتفاهم داخلي حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد أقل من 200 يوم بقليل من الفراغ في السدة الأولى.