رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب فؤاد السعد أن العقدة كل العقدة في ملف العسكريين الاسرى ليست في أداء الرئيس تمام سلام على رأس خلية الأزمة التي لم تألو جهدا لإيجاد المخارج المناسبة لإنقاذهم وعودتهم سالمين، إنما لدى من يتذرع داخل مجلس الوزراء بوجود هيبة للدولة تمنع المفاوضة المباشرة مع الإرهابيين، وتقضي بعدم إنجاز المقايضة كعلاج وحيد لاندمال هذا الجرح الوطني، معتبرا أن كرامة العسكريين وحياتهم تستحق تقديم التنازلات لاسيما أن خطفهم من قبل الإرهابيين تم في ميدان الدفاع عن السيادة وليس في دور النقاهة والاستجمام، مشيرا من جهة ثانية الى أن من يشهر سيف هيبة الدولة، هو نفسه استباح بالأمس هذه الهيبة في الكثير من المحطات الأمنية والسياسية ويكللها اليوم بمنع المجلس النيابي من انتخاب رئيس للجمهورية، فكفى استهتارا بأرواح العسكريين، من خلال التذرع بكلمات حق يراد منها باطل.
السعد، وفي تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية، لفت الى أن أهالي العسكريين لا يلامون على تصرفاتهم، وان الجميع متفهم لحالتهم النفسية والمعنوية ويقف الى جانبهم في هذه المحنة التي أصابت كل الوطن، إلا أن عملية قطع الطرقات الحيوية لا تحرر العسكريين ولا تحيي من استشهد منهم، لا بل تضيف الى مأساتهم مأساة جديدة تتمثل بمعاناتهم على الطرقات، فيما الجهتين الخاطفة والمسببة للخطف تتفرجان عليهم غير آبهتين بأوجاعهم وعذاباتهم، مشيرا الى أن التحرك المثمر يكمن بإعادة تصويب الأهالي للبوصلة من خلال الضغط من جهة على ما يُسمى بخلية الأزمة لتصحيح مسارها بعد أن تبين أنها هي أزمة بحد ذاتها، والضغط من جهة ثانية على من استدرج الإرهابيين الى لبنان ودفع بالجيش الى المواجهة معهم، وذلك في سياق دفاعه عن نظام بات في حكم الميت وينتظر يوم الدفن، لافتا انتباه أهالي العسكريين الى أن من يخطف لبنان بأسره من خلال اجتيازه للحدود وامتناعه عن انتخاب رئيس للجمهورية، لن يرف له جفن حيال عذاباتهم ونومهم في العراء.
واستطرادا، لفت النائب السعد الى أن أحدا لا ينكر أن توقيف سجى الدليمي وآلاء العقيلي، عمل أمني يستحق التنويه، إلا أن ما يجب التنبه اليه هو إمكانية تحول هذا التوقيف الى لعنة على العسكريين والأهالي وكل لبنان، لاسيما أن المتضررين من المفاوضات المباشرة مع الخاطفين لن يتوانوا عن تحويل هذا التوقيف الى وثيقة إعدام مبرمة للعسكريين، معتبرا بالتالي أن توقيف الدليمي والعقيلي قد لا يصلح ليكون ورقة قوية بيد لبنان بقدر ما هو مصدر جديد لمزايدات واستعراضات إعلامية، وباب لدهليز تضيع الحكومة في عتمته وتداعياته، مشيرا الى أن على خلية الأزمة ومن خلفها الحكومة أن تعي بأن حساسية المرحلة تتطلب الكثير من التروي والتبصر والتواضع لاجتياز حقل الألغام وصولا الى تحرير العسكريين، لاسيما أن الموقوفات الإسلاميات لسن أساس المشكلة ولا هن آخرها.
وفي سياق متصل، دعا السعد المعرقلين للمفاوضات الى وقفة ضمير إنسانية والترفع عن الحسابات الحزبية والإقليمية ووقف المزايدات ومحاولات تشويه قدرة الدولة وتصويرها بالفاشلة والعاجزة عن التعامل مع ملفات من هذا الحجم، خصوصا وأن جرح العسكريين يعود بالألم على كل لبنان وليس على فريق أو مذهب دون الآخر.