افادت معلومات لصحيفة ”السياسة” الكويتية عن مقتل قيادي كبير في “حزب الله” برصاص عناصر من الحزب في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.
وفي التفاصيل، أوضحت المصادر أن “حزب الله” عمد خلال الأشهر القليلة الماضية إلى اعتماد ستراتيجية تبديل مجموعاته المنتشرة في منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود اللبنانية الشرقية، بهدف استيعاب حالة الاضطراب والإحباط في صفوف عناصره الذين يرفض كثير منهم الانتشار في هذه المنطقة، سيما أن غالبية المواجهات التي يخوضونها ليست ضد مقاتلي تنظيم “داعش” التكفيريين الإرهابيين، وإنما ضد مجموعات مسلحة غالبيتها مكونة من سوريين من أبناء منطقة القلمون، لا علاقة لهم بالتنظيمات الإرهابية.
وسجلت حادثة في هذا السياق قبل أسابيع، إذ رفض أحد عناصر “حزب الله” إطلاق النار على مسلح سوري بعد وقوعه في الأسر إثر انتهاء إحدى جولات الاشتباك وطلب منه الفرار في الجرود، إلا أنه أثناء عودة عنصر الحزب إلى موقعه أصيب برصاص قناص، يرجح أنه من رفاقه أو من جيش النظام السوري، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وأضافت المصادر انه في إطار تبديل المجموعات على جبهة القلمون، طلب قيادي كبير في “حزب الله”، يدعى “أبو الزهراء” وهو من آل رمال، من عناصر الحزب الخاضعين لإمرته في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، بالاستعداد للانتقال إلى جبهة القلمون، إلا أن المفاجأة كانت أن عدداً كبيراً من العناصر دخلوا في مشادة كلامية معه وأبلغوه برفضهم الذهاب إلى جبهة أخرى غير الجبهة المتواجدين فيها، وشددوا على أن قتالهم في سورية مرتبط بحماية الأماكن المقدسة (ضريح السيدة زينب) وليس بحماية النظام.
وذكرت المعلومات لـ”السياسة”، ان الأمور تطورت إلى تضارب بالأيدي ثم إلى إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل القيادي الكبير في الحزب برصاص العناصر المفترض أنها تخضع لإمرته، سيما أنه المسؤول عن منطقة دمشق وريفها، وتحديداً منطقة السيدة زينب التي تقع على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب العاصمة السورية، على الطرق السريعة المؤدية إلى مطار دمشق الدولي والطريق المؤدية إلى مدينة السويداء.
وأكدت المصادر أن عناصر “حزب الله” في القلمون يعانون من حالة إحباط شديدة بسبب حرب الاستنزاف التي يواجهونها من قبل مجموعات المعارضة السورية، التي لجأ مقاتلوها في الأسابيع الأخيرة إلى شن هجمات مباغتة على مواقع الحزب واستخدام أسلوب القنص على نقاطه وحواجزه المتمركزة على أطراف بلدات القلمون، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى.
وبحسب المصادر، فإن حالة التوتر والهلع التي أصابت ميليشيات الحزب دفعت عناصرها لاتهام عناصر “الدفاع الوطني” (الشبيحة) بالتواطؤ ضدها، سيما في اختطاف قيادي كبير قبل أسبوعين في يبرود.
وتدهورت الأمور خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أفاد ناشطون سوريون معارضون عن اندلاع مواجهات عنيفة بين عناصر “حزب الله” وميليشيات “الدفاع الوطني” في منطقة يبرود، على أثر خلافات بين الجانبين في إحدى محطات الوقود بالمدينة.
وذكرت المعلومات في هذا السياق أن خلافات بين الجانبين نشبت في محطة المأمون للمحروقات، التي تقع على مدخل مدينة يبرود من جهة مدينة النبك، بسبب رفض عناصر الحزب الوقوف بالدور، ليقابلهم عناصر “الدفاع الوطني” التي تسيطر على المحطة برفض تعبئة الوقود لهم.
وتطور الإشكال إلى إطلاق رصاص من عناصر الحزب باتجاه عناصر “الدفاع الوطني” الذين أصيب أحدهم في ساقه فيما فر الباقون، فقام عناصر الحزب بتعبئة ما يحتاجوه من المحروقات وغادروا المكان.
لكن المواجهة لم تنته عند هذا الحد، إذ عادت مجموعات “حزب الله” في اليوم التالي بتعزيزات وسيارات مليئة بالمسلحين، واحتلت محطة المحروقات وطردت جميع عناصر “الدفاع الوطني” منها.