باسكال صوما
ما زال مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات جديداً على المؤسسات والشركات اللبنانية، فحتى الآن مصرفان فقط يقدّمان تقريراً سنوياً حول التزامها هذه المسؤولية. إنّما يمكن القول إنّ هناك محاولات جدّيّة في العديد من الشركات لإدخال هذا المفهوم في استراتيجيتها، وإن بشكلٍ محدود.
في هذا الإطار، وللسنة الرابعة على التوالي، تنظّم شركة «سي آر إس ليبانون» غداً مؤتمر المسؤولية الاجتماعية للشركات: «الدور الإيجابي للأعمال في البيئة والمجتمع»، برعاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبالتعاون مع «الاتحاد الاوروبي»، و»غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان» و»المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات» (إيدال) و»غرفة التجارة الأميركية اللبنانية».
يشدد الرئيس التنفيذي ومؤسس «سي آس آر ليبانون» خالد القصار عبر «السفير» على أهمية «توعية الشركات على مفهوم المسؤولية الحقيقي، فهو ليس عبئاً عليها إنما هو استثمار يسهم في تحسين ربحيتها»، مشيراً إلى أنه «إذا التزمت الشركات بالمسؤولية الاجتماعية، فإن ذلك يرتدّ عليها إيجابا». ويوضح أن «المسؤولية الاجتماعية تتشعّب بين مكان العمل، سوق العمل، البيئة والمجتمع»، مبرزاً «أهمية جهود الشركات في هذا الإطار التي تفوق كثيراً جهود الأشخاص لتحسين وضع المجتمع وصورته». ويلفت الانتباه إلى أن «المصارف هي أكثر من يتفاعل في الوقت الحالي مع ما تطلبه المسؤولية الاجتماعية للمصارف من نشاطات اجتماعية مفيدة للإنسان ويحافظ على البيئة، كذلك نرى ذلك في مؤسسات صناعية أخرى إذ بدأت تلتزم بالمعايير البيئية». ويتطرّق القصار الى موضوع سلامة الغذاء الذي أثير أخيراً، قائلاً: «لو كانت المؤسسات المخالفة تلتزم بمعايير المسؤولية الاجتماعية لما وصلنا الى هنا، ولما صار المواطن مهدداً بلقمة عيشه». ويأمل القصار أن «تكون السنوات المقبلة محفّزاً للشركات حتى تتّخذ المسؤولية الاجتماعية نهجاً وسياسةً، فلا يقتصر الأمر على عملٍ خيريّ هنا أو دعم لجمعية هناك».
بالعودة الى المؤتمر، فهو يستضيف 51 متحدثاً من ذوي الخبرات الرفيعة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات والاستدامة على المستويين الإقليمي والدولي، ومن المقرر ان يشارك فيه أكثر من 700 شخصية من رؤساء الشركات والقادة الرياديين في هذا المجال، إضافةً إلى رجال اعمال وسفراء واساتذة وطلاب من 11 جامعة لبنانية مشاركة و21 جمعية وهيئة غير حكومية.
وبموازاة المؤتمر يقام معرض لجمعيات ومنظمات غير حكومية مستقلة وتشارك فيه 21 جمعية لا تبتغي الربح.
ويناقش المؤتمر مواضيع عديدة، أبرزها: المسؤولية الاجتماعية للشركات كمفهوم علمي متكامل بالنسبة الى نمو اعمال المصارف والشركات وتأثيرها في الاعمال، ريادة الاعمال، فرصة التعميم 331 الصادر عن مصرف لبنان، الشركات الاجتماعية، التمويل المتناهي الصغر، الحوكمة وتقييم وإدارة الأثر البيئي والاجتماعي للشركات، المسؤولية الاجتماعية في القطاع التربوي كاختصاص أكاديمي جامعي ولا سيما في معاهد ادارة الاعمال…