طوني رزق
تشهَد الأسواق العالمية تقلّبات أسعار دراماتيكية في الفترة الراهنة، ويحافظ الدولار والأسهم على مسيرةٍ صعودية قوية وثابتة على حساب أسعار النفط والعملات الرئيسية الأخرى، وفي مقدّمها الين الياباني واليورو. أمّا في لبنان فتراجعَت الأسهم وسَجّلت الليرة ضعفاً لافتاً مقابل الدولار.
هبَط اليورو إلى 1,2283 دولار والاسترليني الى 1,558 دولار، وتجاوزَت العملة الأميركية 121,46 يناً يابانياً، مرتفعةً بأكبر نسبة في عام. جاء ذلك بعد بيانات الوظائف الاميركية القوية والتي تجاوزت كلّ التوقّعات.
ويظهر ذلك التناقض الكبير بين الاتجاهات الاقتصادية في الولايات المتحدة الاميركية صاحبة اكبر اقتصاد في العالم وبين الاتجاهات الاقتصادية في الدول الكبرى الأخرى. ومقابل سلّة عملات لعشر دوَل ارتفعَ مؤشّر الدولار للأسبوع السابع على التوالي بنسبة 1,4 في المئة الى أعلى مستوى له منذ شهر آذار العام 2009.
وفي حين تعمل الولايات المتحدة الاميركية على تحديد الوقت للبدء في رفع اسعار الفائدة الاميركية، تلجأ الدوَل الاخرى وفي مقدّمتها اوروبا واليابان الى اعتماد سياسات لتحفيز الاقتصاد ترتكِز على خفض أسعار الفائدة وضخّ السيولة في الأسواق.
وتراجع الروبل الروسي هذا الاسبوع بنسبة 6,5 في المئة لتبلغَ نسبة تراجُعِه هذا العام 38 في المئة. ومع استمرار تراجُع الين الياباني يتوقّع استمرار هذا الاتّجاه حتى 125 ثمّ 130 ثمّ 135 يناً للدولار الواحد.
هرَباً من تقلّبات الاسعار في اسواق الصرف وتعويضاً عن الخسائر التي ترتّبَت عن عدم لحاق كثيرين بموجة صعود الدولار الاميركي يسعى كثيرون الى الإفادة من ارتفاع أسواق الاسهم المتواصل بقوّة، وواصلَت الأسهم الاوروبية ارتفاعها الى اعلى مستوياتها في سبع سنوات وبدعمٍ من المراهنات على سياسات تحفيز النمو الاقتصادي التي سوف يعتمدها البنك المركزي الاوروبي. وفي الولايات المتحدة الاميركي تُواصِل مؤشرات الاسهم في بورصة وول ستريت تحطيم الأرقام القياسية المرتفعة الجديدة مدعومةً بنموّ اقتصادي لافت.
كما تواصلُ الأسهم اليابانية ارتفاعَها لأعلى مستوى في سبعِ سنوات على خلفية تراجُع الين الياباني، الأمر الذي يدعم الشركات التي تعتمد على الصادرات.
أمّا في لبنان…؟!
يختصر تقرير جديد للبنك الدولي تموضعَ لبنان في الصورة العالمية الحالية للأسواق المالية والوضع الاقتصادي العام. فقد أظهرَ هذا التقرير الحديث ارتفاعَ نسبة البطالة في لبنان لتتجاوزَ الـ 21 في المئة مع عجز القطاع الخاص عن خَلق الوظائف الجديدة الكافية لاستيعاب المتخرّجين الجُدد واليد العاملة المتزايدة.
ويترجم أداء أسهم شركة سوليدير الصورة العامة في لبنان مع تراجع أسهم الشركة من الفئة (أ) بنسبة 2,06 في المئة إلى 11,41 دولاراً ومع تراجُع أسهم الفئة (ب) بنسبة 3,15 في المئة الى 11,36 دولاراً، ليتراجعَ أداء البورصة اللبنانية الأسبوعي بنسبة 0,61 في المئة الى 1176,20 نقطة، وتخَلّل ذلك تراجع اكثر من سهم مصرفي ايضاً.
أمّا على مستوى العملة الوطنية فقد تراجعَت الليرة في السوق المصرفية مقابل الدولار الاميركي، إذ جرى تبادل الدولار بما بين 1513 ليرة و1514 ليرة، وذلك مقارنةً مع الأسعار الرسمية التي أقفَلها مصرف لبنان على مستوياتها السابقة، أي على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع، وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرات.
الذهب والنفط
تضرَّر الذهب هذا الاسبوع من قوّة الدولار الاميركي وببيانات الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية بنسبة 1,40 في المئة إلى 1190,40 دولاراً للأونصة، ويأتي ذلك بعد أن لامسَ 1130,40 دولاراً في السابع من شهر تشرين الثاني الماضي والذي كان الأدنى منذ العام 2010.
أمّا الفضّة فتراجعت بنسبة 1,9 في المئة الى 16,25 دولاراً للاونصة، وعلى مستوى الأداء خلال العام 2014 بلغت بنسبة تراجع الذهب في 2014 نحو واحد في المئة، في حين تراجَع سعر الفضّة بنسبة 16 في المئة. أمّا البلاديوم فتراجَع 12 في المئة والبلاتينيوم بنسبة 11 في المئة.
أمّا أسعار النفط الاميركي ومزيج برنت فتوقّفت عن التراجع من أدنى مستوى إقفال خلال خمسة أعوام وسط اعتقاد واسع بأنّ الأسعار هبطت بسرعة مُبالَغ فيها.
فأقفلت اسعار النفط الاميركي WTI إلى 65,84 دولاراً للبرميل، كما أقفلت أسعار مزيج برنت الخام في اوروبا على مستوى 69,07 دولاراً للبرميل. أمّا على مستوى الأداء في العام 2014 فتراجعَت أسعار النفط الاميركي 33 في المئة وانخفضَت أسعار برنت الخام 38 في المئة.