مع افتتاح الاسبوع في أجواء سياسية غير واضحة المعالم إن من حيث انطلاق الحوار الموعود بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” أم من حيث جدول أعماله في ظل استبعاد انعقاد مجلس النواب غدا لانتخاب رئيس للجمهورية، لا يزال الوضع الامني في البلاد الشغل الشاغل للأسواق المالية غداة التطورات المتلاحقة التي شهدها ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين في جرود عرسال غداة تصفية أحدهم وتهديد خاطفيهم بتصفية آخرين اذا لم تستجب الحكومة للشروط التي وضعتها الجماعات الارهابية لهذه الغاية واعلان الوسيط القطري التوقف عن مواصلة مساعيه في هذا الملف… وسرعان ما تفاعلت بورصة بيروت أمس مع هذه التطورات باحجام أكثرية المتعاملين فيها عن اتخاذ مبادرات صريحة في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها كما عكسته الطلبات التي تناولت عددا محدودا جدا منها بأسعار دون تلك المعروضة بها للبيع بكثير في اطار تلبية حاجات بعض أصحابها من السيولة. وكاد التقاء هذا النوع من العمليات ان يقتصر على اسهم سوليدير، الى أن أمكن عروضا وطلبات اخرى ان تلتقي على عدد محدود من الصكوك المصرفية. ففي المجال الاول واصلت أسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير وسط بيروت التجاري بين أعلى على 11,59 دولارا وأدنى على 11,07 دولارا الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ11,20 دولارا في مقابل 11,41 الجمعة الماضي (ناقص 1,84 في المئة) والفئة “ب” بـ11,14 دولارا في مقابل 11,36 في الفترة عينها (ناقص 1,93 في المئة). وفي المجال الثاني، ارتفعت قليلا أسعار اسهم بنك عودة المدرجة من 6,22 دولارات الى 6,23 (زائد 0,16 في المئة) لتستقر أسعار شهادات الايداع العائدة اليه على 6,50 دولارات مع أسهم بنك لبنان والمهجر المدرجة على 8,75 دولارات. وتبعا لذلك، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع قادته سوليدير مقداره 3,88 نقاط ونسبته 0,33 في المئة على 1172,73 نقطة، في سوق حذرة تبودل فيها 115964 صكا قيمتها 1,173,748 دولارا في مقابل تداول 193053 صكا قيمتها 2,049,594 دولارا الجمعة الماضي.
تردد الاورو صعودا وهبوط البورصات
في الخارج، افتقر الأورو الى اتجاه واضح مطلع الأسبوع ازاء العملات الرئيسية الأخرى، ولا سيما منها الدولار، لتباين التوقعات للمنحى الذي سيعطيه كل من الاحتياط الفيديرالي والمركزي الأوروبي خصوصاً لسياستهما النقدية بعدما امتنع الأخير عن تحديد موعد معين لاطلاق خطته التحفيزية للاقتصاد في منطقته، وقت لا يزال الفيديرالي الأميركي يتردد في رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة للحيلولة دون تزايد مظاهر التضخم في اقتصاد بلاده على رغم تمكنه من استحداث فرصة عمل في مختلف قطاعاته الاقتصادية غير الزراعية الشهر الماضي، وذلك للمرة الاولى في ثلاث سنوات مع استقرار معدل البطالة على 5٫8 في المئة من مجموع الشعب العامل. الى ذلك، جاء اعلان المكتب الاحصائي في المانيا ان الانتاج الصناعي في أكبر اقتصاد أوروبي لم يرتفع في تشرين الأول أكثر من 0٫2 في المئة في مقابل 1٫1 في المئة في أيلول غداة اعلانه ان الطلبات الصناعية فيها تراجعت بنسبة 0٫7 في المئة في مقابل 0٫5 في المئة في الفترة عينها ليوقع المتعاملين في الحيرة من المنحى الذي ينبغي أن يتخذه الأورو حتى بعدما تبين أن الناتج الداخلي الاجمالي في منطقته ارتفع بنسبة 0٫2 في المئة في الفصل الثالث في مقابل 0٫1 في المئة في الفصل الأول، الأمر الذي جعله يراوح مكانه الى أن أقفل في نيويورك بـ 1٫2310 دولار في مقابل 1٫2285 الجمعة الماضي، في تطور ساعد الذهب على التماسك لتقفل الأونصة منه بـ 1294٫50 دولاراً في مقابل 1190٫50 في الفترة عينها.
وهبطت الأسهم الأوروبية أمس لتقلص بعض المكاسب الكبيرة التي حققتها الجمعة الماضي. جاء ذلك مع استمرار تباطؤ الانتاج الصناعي في المانيا واعلان وكالة ستاندارد اند بورز خفض تصنيفها الائتماني لايطاليا من BBB الى ناقص BBB بسبب ما قالت إنه النمو الضعيف والقدرة التنافسية الهزيلة مما بات يخشى معه تقويض قدرة الدولة على مواصلة خدمة ديونها الضخمة. وأدى ذلك الى اقفال بورصات منطقة الأورو بخسارة راوحت بين 1٫12 في المئة في لشبونة و0٫33 في المئة في بروكسيل. كما أنهت الأسهم الأميركية جلسة أمس بتراجع ملحوظ بعدما أذكت بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين واليابان مخاوف على النمو العالمي. وكان لاعلان شركات نفطية عدة بقيادة “كونكوفيليبس” و”شيفرون” و”اكسون” عن خفض استثماراتها في هذا القطاع تأثيره الضاغط، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بتراجع 106٫31 نقاط على 17852٫48 نقطة و40٫06 نقطة على 4740٫69 نقطة توالياً.