IMLebanon

إيلي وستيفاني أحبّا بعضهما حتى الموت.. ولكنّها لم ترَ مفاجأته!

elie-&-stephanie

 

كثرت الأقاويل والشائعات عن سبب وفاتهما في غرفة مفروشة في أحد المشاريع السياحيّة في نهر ابرهيم (جبيل)، لكن الأكيد أنّهما أحبّا بعضهما حتى الموت.

توفي إيلي (27 عامًا) إلى جانب حبيبته ستيفاني (25 عامًا) ليل السبت الفائت، بسبب تسرّب الغاز من الجاكوزي وتنشقهما له، بحسب ما تشير إليه المعطيات الأوليّة في التحقيق الذي فتح حول الحادثة، التي لم تكن الأولى من نوعها، بل سبقتها حادثة مماثلة مع ثنائي آخر قبل أسبوع.

تعرّفت ستيفاني وهي مهندسة ديكور إلى إيلي الذي يعمل في مجال إدارة الفنادق منذ نحو السبع سنوات، عبر شقيقها جو بحكم الصداقة التي كانت تربطهما، ثمّ توطّدت العلاقة نظرًا لانضمامهما إلى جوقة سانت تيريز، وكانا يستعدان لإعلان خطوبتهما والزواج في الصيف المقبل.

الصلاة رفيقتهما

كانت الكنيسة الرفيقة الدائمة لهذا الثنائي، يعيشيان وفق تعاليمها، يصليّان ويسوع يتملكهما، بحسب ما يؤكّد جو شقيق ستيفاني لـ”النهار”: “إنهما ولدا الكنيسة، يشاركان في الجوقة، ومشاريعهما ذات صبغة روحيّة، سواء بسفراتهما إلى ميدغورييه وسانت ريتا وبادريبيو، من أو خلال العطلات التي يقضيانها مع المجموعة في الصلاة والتعبّد لله. كانا يعيشان على خوف الله واحترام وصايا الكنيسة”.

آخر ما قامت به ستيفاني قبل وفاتها، هو إنهاء مغارة الميلاد في كنيسة مار عبدا في سهيلة، ويتابع جو: “الصلاة والصلاة ملخّص حياة ستيفاني وجو، بقدر ما أحبّا بعضهما رحلا معًا. هذه مشيئة الله. بدأت حياتهما معًا بالصلاة وانتهت بالصلاة”.

أقوى طموح وأجمل حلم لهما كان تأسيس عائلة وتربية أولادهما على حبّ الله ويسوع وعلى الصلاة، ويتابع جو: “إنّهما قديسان، كانا يغذياننا إيمانيًا ويقوياننا روحيًا، كانا قدوة لنا في الاتكال على الله والتسليم بمشيئته، وكانت المسبحة رفيقتهما الدائمة. أمّا بعيدًا من الأمور الروحيّة والدينيّة، فكانا يحبّان الحياة ومرحين ويعيشان حياتهما ككلّ الناس، كانت حياتهما جميلة، كانا يدبّران المشاريع لمجموعة الأصدقاء، كانا محبوبين من كلّ الناس”.

ماذا يقول جو لشقيقته، صغيرة البيت التي رحلت، تاركة شقيقة منهارة وأهلاً مفجوعين؟ يردّ: “أطلب منها أن تصلي لنا كلّنا، وأن تساعدنا لكي نثبت في إيماننا، فمن يثق بالله لا يخاف شيئًا، عدالة الله موجودة والرب لا يترك صاحب الحق”.

رحلت قبل أن يفاجئها

أمّا صديقتها المقرّبة تاتيانا، فتؤكّد لـ”النهار” أن إيلي كان الإنسان الأقرب إلى قلبها، والتي ترتاح معه وتريد أن تكمل حياته معه: “كان يعرف كيف يحبّها وكيف يعاملها، أحبّها كثيرًا، كانت حبيبة قلبه، مرّا بمطبّات ولكنّهما لم يشكّا في بعضهما يومًا، كانا داعمين لبعضهما”.

كانت ستيفاني تنتظر أن يتقدّم إيلي منها ويطلب يدها، ولكنها رحلت قبل ذلك. تتابع صديقتها: “كان يريد طلب يدها خلال عيد الميلاد، وهي كانت للمرّة الأولى مستعدّة للارتباط وإكمال حياتها معه إلى الأبد، كانت قد اقتنعت به ومتأكدة من أنه الشخص المناسب لها، كانت تقول لي أنّها ستكون أسعد إنسانة يوم سيطلب يدها. لم تكن تعرف ماذا يحضّر لها في عيد الميلاد، ورحلت من غير أن تعرف. كانت لديهما مخطّطات كثيرة للمستقبل، كانا يريدان بناء منزل في دبلتا (كسروان)، وأن يكملا حياتهما معًا”.

وتختم تاتيانا التي خسرت قطعة منها: “كنا نفهم بعضنا بالإشارات، نستشير بعضنا في كلّ الأمور، كانت فتاة قويّة وتدعم الكل، كانوا يعرّفوننا بالشقراء والسمراء. آخر حديث دار بيننا كان قبل ساعات من وفاتها، كنت أخبرها بأمر يزعجني وأكّدت لي أنها ستقف معي ولن تتركني، ثمّ تحدّثنا عمّا سنسمّي أولادنا”.