IMLebanon

لماذا يبقى الدولار سيّد العملات؟

EagleDollar
طوني رزق
لم يحل تراجع حجم الاقتصاد الاميركي بنسبة 6 في المئة خلال الـ 36 عاماً الماضية، كما لم يحل تراجع سعر صرف الدولار 18 في المئة منذ العام 1978 دون سيطرة العملة الاميركية على اسواق الصرف إذ إنه ما زال يبدو العملة الاكثر استقراراً والأقل مخاطرة.
يتساءل الخبراء الاقتصاديون والماليون عن اسباب بقاء الدولار العملة الاولى في العالم على رغم تراجع حصة الولايات المتحدة الاميركية في الانتاج العالمي. أما الجواب فيأتي من بنك التسويات الدولية BIS وهو الذي يُعتبر البنك المركزي للبنوك المركزية في العالم.

ويقول بنك البنوك في آخر تقاريره الذي صدر يوم أمس الاول الاحد أنّ العالم بغالبيته ما زال يعتمد الدولار في 66 في المئة من احتياطه النقدي ليس على خلفية أنّ الاقتصاد الاميركي يحقق اكبر انتاج في العالم بل لأنّ الدولار ما زال يتمتع بأكبر قدر من استقرار اسعاره مقابل العملات الاخرى. أيْ أنه ما زال يحافظ على قوّته في أسواق الصرف العالمية.

ويبقى الدولار محافظاً على جاذبيته ومصداقيته على رغم تراجعه بنسبة 18 في المئة مقابل غالبية العملات الرئيسة منذ العام 1978، ومع تراجع الناتج القومي الاميركي العام بنسبة 6 في المئة خلال الـ 36 عاماً الماضية.

وتبقى منطقة الدولار تسيطر على اكثر من نصف الاقتصاد العالمي. فالعملات في الكثير من الدول هي اكثر استقراراً مقابل الدولار منه مقابل اليورو. ولذلك فإنّ الدولار يبدو أقل مخاطر كأداة للتوظيف او للاقتراض. وعليه فإنّ أيّ نموّ قوي وسريع للاقتصاد وفي الصين لن يجعل من عملتها تتقدّم على الدولار إلا إذا أبدت استقلالية عن تحركات أسعار العملات الاخرى.

السوق اللبنانية

تابعت اسهم سوليدير تراجعها الحاد امس الاثنين في بورصة بيروت الرسمية للاسهم لينخفض سعر اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 1,84 في المئة الى 11,20 دولاراً والفئة (ب) بنسبة 1,93 في المئة الى 11,14 دولاراً مع تبادل 74423 سهماً و19636 سهماً على التوالي. ويأتي ذلك مع اهتمام المستثمرين بالتوظيف في البورصات العالمية التي تشهد ارتفاعات قياسية متتالية وهرباً من السوق المحلية التي ما زالت ترزح تحت ظروف داخلية سيّئة جداً.

أما اسهم بنك عودة العادية فزادت امس بنسبة 0,16 في المئة الى 6,23 دولارات واستقرت اسهم البنك نفسه من الفئة (GDR) على 6,50 دولارات واسهم بنك بلوم العادية على 8,75 دولارات وبلغ حجم التداول في البورصة امس 115964 سهماً وقيمتها 1,17 مليون دولار وسجل تبادل 46 عملية بيع وشراء واقفلت البورصة على تراجع 0,28 في المئة من قيمتها السوقية الى 11,265 مليار دولار اميركي. أما في سوق القطع الاجنبي في بيروت فظلّ الدولار مطلوباً وجرى تداوله عند الحدّ الاعلى لنطاق تراجع اسعاره الرسمية في لبنان أيْ قرب 1514 ليرة.

أسواق الصرف العالمية

ارتفع الدولار امس الى اعلى مستوى له في عامين مقابل اليورو قبيل صدور مؤشر ثقة المستهلكين. لكنّ الين الياباني التقط انفاسه في التداولات الصباحية ليصعد بنسبة 0,31 في المئة الى 121,08 يناً مقابل الدولار بعد أن رأى المتداولون أنه قد خضع لمبيعات مبالَغ فيها. فارتفع اليورو بنسبة 0,13 في المئة الى 1,2267 دولار لكنّ الجنيه الاسترليني ارتفع من جهته بنسبة 0,26 في المئة الى 1,2267 دولار.

أما الدولار فواصل ارتفاعه مقابل الدولار الاوسترالي بنسبة 0,06 في المئة الى 0,8311 ومقابل الدولار الكندي بنسبة 0,01 في المئة الى 1,1436 ومقابل الفرنك السويسري بنسبة 0,15 في المئة الى 0,9803 فرنك.

وبلغت نسبة تحسّن الدولار 12 في المئة خلال الستة اشهر الماضية ليكون الافضل أداءً بين عملات الدول المتطوّرة. وفي المقابل تراجع الين الياباني بنسبة 7,2 في المئة وهبط اليورو بنسبة 0,8 في المئة.

الأسهم العالمية

ارتفعت الاسهم الاميركية أمس في التداولات الصباحية في بورصة وول ستريت في حين تراجعت الاسهم الاوروبية من اعلى مستوياتها في سبع سنوات. فزاد مؤشر داو جونز بنسبة 0,33 في المئة الى 17958 نقطة وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,17 في المئة الى 2075,37 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك بنسبة 0,24 في المئة الى 4781 نقطة.

أما في اوروبا فتراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,72 في المئة الى 6695 نقطة. وهبط مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,63 في المئة الى 4392 نقطة كما تراجع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,41 في المئة الى 10045,49 نقطة.

أما في آسيا وبدعم من تراجع الين الياباني وارتفاع الاسهم في الصين ارتفع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 0,08 في المئة الى 17965,64 نقطة كما زاد مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,19 في المئة الى 24048 نقطة.

الذهب

كان سعر الذهب مرتفعاً بعد ظهر أمس بنسبة 0,42 في المئة الى 1195,40 دولاراً للاونصة كما زاد سعر الفضة بنسبة 0,50 في المئة الى 16,34 دولاراً للاونصة. ويأتي ارتفاع الذهب مع دلالات على أنّ البنوك المركزية سوف تعمل على شراء المعدن الاصفر وذلك من خلال السعي الى تحفيز الاقتصاد وإعادة شراء الديون العامة. وكانت اسعار الذهب تراجعت الى 1131 دولاراً للاونصة في السابع من تشرين الثاني الماضي.

النفط

تراجع سعر النفط الاميركي WTI في نيويورك امس بعد الظهر بنسبة 1,76 في المئة الى 64,68 دولاراً للبرميل كما تراجع سعر مزيج نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 2,20 في المئة الى 67,65 دولاراً للبرميل. وما زال النفط يتأثر سلباً بقرارات منظمة اوبك بعدم خفض الانتاج دعماً للاسعار.