أكد أمين سر هيئة العلماء المسلمين الشيخ أحمد عمورة لصحيفة “الأنباء” الكويتية أن لبنان يسير حاليا وفقا لمقتضيات الضرورة، ما يعني أن حكومة الضرورة وتشريع الضرورة وتمديد الضرورة وحوار الضرورة، ليست أكثر أهمية من “مقايضة الضرورة” لسحب السكين عن أعناق العسكريين، هذا من جهة، مشيرا من جهة مختلفة الى أنه إذا كان الفريق السياسي الذي يعد العدة للتحاور مع حزب الله (غامزا من قناة تيار المستقبل) قد ارتضى تعليق موضوع انسحاب الحزب من سورية كون مربط هذا القرار في طهران وليس في حارة حريك، إلا أنه كان أجدى بهذا الفريق ألا يغفل عن “انسحاب الضرورة” أقله من القصير، وذلك لإفساح المجال أمام الثوار السوريين وعوائلهم كي يعودوا الى بلدهم، لما لهذه الخطوة من أهمية في تخفيف التوتر الأمني على الساحة اللبنانية.
واشار عمورة، الى أن أزمة الأزمات في لبنان، تكمن في الفراغ المصطنع في رئاسة الجمهورية، الأمر الذي رفع من نسبة التوتر وكلفة الابتزاز والمزايدات في كل الملفات وفي طليعتها ملف العسكريين الاسرى الذي حاول ويحاول البعض توظيفه لغايات سياسية، بما يوحي وكأن هناك إصرارا على تطبيع الواقع اللبناني بالأزمة السورية، بحيث يصبح الخبر من أحداث أمنية وخطف وتفجيرات، خبرا يوميا كما هو الخبر اليومي في سورية، معتبرا أنه وبغض النظر عن الاسباب والحيثيات وصراع المصالح والنفوذ، فلبنان لا يحتمل لا بتركيبته الفريدة ولا بكونه أصبح مخيما كبيرا للاجئين والنازحين من جنسيات عربية مختلفة، أن يكون مرآة للتطورات في المنطقة أو مركزا لاستنساخ الأحداث السورية، معربا بالتالي عن خشية هيئة العلماء المسلمين من سعي البعض لقيام ثلاثية جديدة في لبنان ألا وهي “جيش ونظام سوري ومقاومة”، وما إصرار المغامرين على التعاون والتنسيق والتطبيع بين الجيش اللبناني وجيش النظام السوري، الا خير دليل على أن هذه الخشية في مكانها وزمانها الصحيحين.